عاقبة الثبات والصمود مضمونة
بقلم/ زيد الشُريف
من رحم الشدة يولد الفرج ومن خضم الأحداث والمستجدات تأتي المتغيرات، وبعد كل عسر يسر.. هذه سنن كونية على مر التاريخ ولا يمكن أن يستمر الظلم والطغيان إلى ما لا نهاية، لأن عدالة الله هي التي تحكم الأرض والسماء والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وهو للظالمين بالمرصاد، وعندما تكون هناك فئة مؤمنة تجاهد في سبيل الله ومن اجل الحق والعدل وتشق مشوارها بصدق مع الله تعالى وتستمد العون منه وتثق به وتتوكل عليه، فإن الله تعالى يتدخل ويمدها برعايته وتأييده ونصره، وهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده ومن أصدق من الله حديثا.
صمود الشعب اليمني المسلم وصبره في مواجهة دول تحالف العدوان لا بد أن يثمر ثماراً طيبة قائمة على العزة والقوة والحرية والاستقلال، ومهما طال زمن العدوان والطغيان والحصار والمعاناة والمواجهة للمعتدين فلا بد أن يحصد الشعب اليمني ثمار ونتائج صدقه وجهاده وتضحياته مع الله وفي سبيله وفي مواجهة أعدائه وقد اقترب وقت الحصاد، إن شاء الله تعالى.
في الجزء الأخير من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله وسلامه عليه – تحدث السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني المسلم الصامد المجاهد قائلاً “الثبات الثبات يا يمن الإيمان” لتكن كل معاناتنا حافزاً إضافياً وعزماً جديداً في تحركنا القوي للقيام بمسؤولياتنا، في التصدي لهذا العدوان، ولنسعى إلى أن نزداد وعياً في معركة الوعي، وأن نزداد ثباتاً في موقفنا، وأن نزداد جديةً في تحركنا في كل المجالات، باستشعارٍ عالٍ للمسؤولية، بضميرٍ حيٍ، بإيمانٍ صادق، ببصيرةٍ عالية)، ومن خلال كلامه ومن موقعه القيادي المطلع والمتابع لمجريات الأحداث نخلص إلى أن هذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من تظافر الجهود والتحرك العملي الجاد والتحلي بالوعي والبصيرة والمسؤولية لأن هذا التوجه التحرري الجهادي الإيماني هو الذي ينسجم مع أصالة وهوية الشعب اليمني الإيمانية وهو الذي يمكن أن يتحقق من خلاله النصر والتمكين والفرج لهذا الشعب الصامد.
بثباتنا على مواقفنا المحقة وتأديتنا لمسؤوليتنا الدينية والإنسانية في مواجهة المعتدين سنتخطى هذه التحديات وهذه الصعوبات مهما كانت قسوتها سنتجاوزها بصمودنا وثباتنا ورهاننا على الله تعالى، وإذا كانت دول تحالف العدوان تراهن على الحصار الاقتصادي وعلى احتجاز ومنع المشتقات النفطية بهدف إضعاف الشعب اليمني الصامد وإجباره على الاستسلام فهي واهمة، لأنها جربت ذلك في الماضي وفشلت، واليوم في نهاية العام السابع من العدوان ستفشل أمريكا وأدواتها ومرتزقتها في تحقيق أهدافهم الاستعمارية لأنهم يمارسون أعمالاً إجرامية ومواقف طاغوتية يرفضها الله تعالى وتتنافى مع تشريعات الله وقوانينه ولا تنسجم أبداً مع القيم والمبادئ الإنسانية ولهذا كلما أسرفت دول العدوان في طغيانها كلما كانت أقرب إلى السقوط والفشل، ونحن بثقتنا بالله وجهادنا في سبيله سنصل إلى حيث وعد الله عباده المجاهدين في سبيله الصادقين معه والمصدقين بوعده وهو تعالى القائل في كتابه الكريم: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وهو القائل {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
دول تحالف العدوان خلال هذه المرحلة تنتقم من الشعب اليمني الصامد ومن أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين استطاعوا بعون الله تعالى أن يكسروا شوكة المعتدين ويمرغوا أنوفهم في التراب ويلحقوا بهم أكبر الهزائم ويحولوا بينهم وبين أطماعهم الاستعمارية التي تهدف إلى إعادة اليمن واليمنيين إلى مربع الوصاية الأمريكية والسعودية، وهذا هو المستحيل وهذا ما عجزوا خلال سبع سنوات في تحقيقه، لهذا تلجأ دول تحالف العدوان إلى فرض حصار اقتصادي خانق ومنع وصول المشتقات النفطية انتقاماً من صمود الشعب اليمني وانتصارات الجيش واللجان الشعبية، ولكن على الرغم من ذلك نحن كشعب يمني صامد نثق بالله ونتوكل عليه ونستمد منه العون والمدد على يقين في أن عاقبة صمودنا وجهادنا وتضحياتنا هي النصر والفرج وهذه المرحلة هي المرحلة الفاصلة، فقد تجاوزنا الكثير من المراحل الصعبة وحققنا الكثير من الإنجازات ولم يتبق سوى القليل حتى يتحقق الوعد بنصر الله لهذا الشعب الذي تمسك بهويته الإيمانية وقيمه ومبادئه الإنسانية وثباته على مواقفه، ولا شك أن عاقبة ذلك مضمونة ومحمودة والعاقبة للمتقين.. وما النصر إلا من عند الله ..ومن يتوكل على الله فهو حسبه.