المجاهد الصادق مع الله عهدا
بقلم/عبدالفتاح البنوس
المجاهد مهدي سعد محمد حسين عبدالمغني (أبو مختار) المجاهد المعلم المثقف الخطيب، من مواليد حي بيت البنوس بمدينة معبر مديرية جهران محافظة ذمار، متزوج ولديه اثنان من الأولاد وثلاث بنات، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة العهد الجديد ومن ثم التحق بمعهد المعلمين بمدينة معبر، عمل مدرسا بمدرسة الثورة بفتايل قبل أن ينتقل ويستقر به المقام بمدرسة الإمام علي بن أبي طالب بقرية الهجرة مديرية جهران، تخرج على يديه الكثير من الكوادر والنماذج الراقية في المديرية، عرف بطيبته ودماثة أخلاقه، وكان من أبرز أولوياته في عمله الوظيفي غرس الولاء والتمسك بآل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله سفن النجاة ومصابيح الدجى، الذين يمثلون المنهج القويم ويجسدون الرسالة المحمدية في أبهى صورها .
مع بزوغ فجر المسيرة القرآنية كان من أوائل المنطلقين في القطاع التربوي بمديرية جهران وكان من السباقين في الجهاد والإنفاق في سبيل الله، تحرك إلى محافظة صعدة وحضر عدد من المناسبات، وكان حريصا على تعريف طلابه بنهج المسيرة وتصحيح الإشاعات التي كانت تبث على أبناء محافظة صعدة وتنشر ضد أبناء المسيرة القرآنية، وأثناء عمله الوظيفي عانى كثيرا وواجهته الكثير من العوائق وحورب في وظيفته وتعرض للتهديد بالفصل إن هو لم يكف عن التحدث عن المسيرة، ولكنه لم يبالي بتهديداتهم ومضايقاتهم، وكان من أوائل المشاركين والمرابطين في ثورة 21سبتمبر عام 2014م في ساحة حزيز وفي أحد الأيام وبينما الثوار في ساحة الاعتصام بحزيز كانت هناك عدد من الأطقم وعلى متنها مجاميع مسلحة تابعة للمرتزق أمين العكيمي تريد استهداف الثوار في ساحة حزيز فكان أبو مختار من أول المسارعين ببندقيته وجعبته إلى جانب إخوانه المجاهدين لمواجهة هذه المجاميع التكفيرية، وعندما تحرك النظام العميل لقمع الثوار وقامت مجاميع الإخوان في منطقة شملان بوضع كمين لأحد الأطقم التابعة للمجاهدين تحرك أبو مختار رفقة المجاهد الأستاذ حسن زيد الحوثي رضوان الله عليه ملبين لداعي الجهاد وشارك في تطهير منطقة شملان أثناء تحرير العاصمة صنعاء من أذناب السعودية وإسقاط الوصاية السعودية على اليمن واليمنيين .
وبعد نجاح ثورة الـ 21سبتمبر بدأ العدوان السعودي الأمريكي بشن حربه العدوانية على الشعب اليمني تحرك أبو مختار ملبيا لداعي الجهاد في مواجهة العدوان الغاشم على بلدنا وتحرك إلى جبهة أبين وكان له مشاركات كثيرة ومن جبهة إلى أخرى وكان يعمل بقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي بأن الجهاد في سبيل الله هو بذل الجهد في جميع المجالات وأن جندي الله عمله واسع ومهامة شامله، فكان يجاهد في الجبهة العسكرية والجبهة الثقافية (التوجيه المعنوي) و في الجبهة التربوية دون كلل أو ملل، كان مع الله قولا وعملا وكان يردد عبارة ( من كان مع الله كان الله معه ) .
اجتاز العديد من الدورات في الجانب العسكري منها دورة استقطابية و عسكرية وآمر فريق وتخصص، وفي الجانب الثقافي أكمل الدورة الثقافية و دورة مبلغين مستوى أول، ومستوى ثاني، و مستوى ثالث، ومدرسة، وفي الجانب التربوي شارك في العديد من ورش العمل والكثير من الأنشطة التربوية، وكان له إسهام في إعداد خطط العمل التي تنهض بالعملية التعليمية والهادفة إلى تحسين مستوى أداء القطاع التربوي في مديرية جهران من خلال الدائرة التربوية بالمديرية .
وكان من المسارعين في سبيل الله، فما إن يتم طلبه إلى دورة كان أول المسارعين للالتحاق بها، وعندما تتم دعوته بالتحرك إلى الجبهة كان أول المتحركين في المديرية للالتحاق بالمجاهدين في جبهات العزة والكرامة وعند عودته من الجبهة للزيارة كان يذهب للتدريس لتغطية العجز من باب الواجب الديني والوطني والوظيفي رغم تفرغه للجانب الجهادي.
عرف رحمه الله بالتزامه بتطبيق برنامج رجال الله بصورة يومية في الجبهات أو في المجالس العصرية التي كان يقيمها، وكان حريصا على تعليم القرآن الكريم للأطفال الصغار من أبناء المنطقة بجامع المؤيد بالله بمدينة معبر، علاوة على مشاركته في التدريس بالمراكز الصيفية التي تحصن الأجيال الصاعدة من الأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة وتحميهم من الضياع والانحراف خلال فترة الإجازة الصيفية، وكان رحمه الله خطيبا للجمعة في عدد من مساجد المديرية، وظل مجاهدا ثابتا على مواقفه الإيمانية وثوابته الوطنية، وروحه الجهادية، تشهد له مختلف الجبهات التي شارك فيها والمعارك والملاحم التي خاضها مع رفاقه من أبطال الجيش واللجان الشعبية من شملان إلى أبين وتعز والضالع والبيضاء وجبهات مارب والجوف وجيزان وشبوة والساحل الغربي بالشجاعة والبطولة والتضحية والفداء إلى أن ارتقى شهيدا بعد عودته متأثرا بإصابة في قدمه أدت إلى أصابته بجلطة دماغية قاتلة منحته تصريح العبور إلى الحياة الحقيقية والنعيم الأبدي الخالد، فسلام الله عليك يا أبا مختار ما تعاقب الليل والنهار، وجعل سكناك الجنة دار القرار .
الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، النصر والتمكين لليمن واليمنيين، والهزيمة والخزي للبغاة المعتدين والمرتزقة الخونة المنافقين.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.