الخليج الاماراتية تؤكد في إفتتاحيتها على وجود نوايا لجر اليمن إلى مربع العنف من جديد
طالبت صحيفة ” الخليج ” جميع اليمنيين التفكير بمستقبل بلادهم قبل التفكير بالمكاسب السياسية والمصلحة الحزبية وهي المكاسب التي يمكن أن تعيد اليمن إلى مربع العنف واللا استقرار.
وقالت الصحيفة في إفتتاحيتها اليوم الخميس إن اليمن يمر خلال هذه الفترة بمرحلة مخاض عسير فهو من جهة يواجه تركة ثقيلة من الأزمات التي خل?فها النظام السابق الذي أسس حكمه على شراء الولاءات السياسية والقبلية و هو من جهة ثانية غير قادر على إيجاد بديل قادر على إقناع الناس بأن الأوضاع تسير نحو الأفضل وأن مرحلة جديدة دخلها اليمن عنوانها التوافق الوطني.
وأوضحت أن جهودا كبيرة تبذل من أجل ردم الهوة بين القيادة السياسية الجديدة التي تحكم البلاد بعد التسوية التي جلبتها المبادرة الخليجية والمواطن المتطلع إلى تغيير أوضاعه الداخلية والباحث عن الأمن والاستقرار .. إلا أن إيقاع التغيير لا يزال بطيئا ولا تزال الإرادة السياسية للقيادة الجديدة مكبلة بالعديد من السياسات التي يراهن عليها ممثلو النظام السابق و على رأسهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لا يزال يشكل عقبة في طريق إعادة تطبيع الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
وقالت صحيح أن هناك أشياء كثيرة تحققت منذ تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة قبل أشهر عدة إلا أن الصحيح أيضا أن الناس ينتظرون جدية حزما في معالجة الأوضاع التي تفلت من قبضة الدولة لمصلحة القوى غير المؤمنة بالدولة الحديثة دولة النظام والقانون التي يجب أن تكون حاضرة في مرحلة إعادة إعمار اليمن الجديد وهي المرحلة التي تواجه البلاد حاليا.
وأضافت أن قضايا كثيرة يحتاج الرئيس الجديد ورئيس حكومة الوفاق الوطني إلى إنجازها حتى يمكن البناء عليها للانطلاق إلى مرحلة مهمة ومختلفة في تاريخ البلاد ..وأهمها استعادة هيبة الدولة التي فقدت خلال ما بعد عهد الرئيس السابق .. داعية القوى السياسية الفاعلة في الساحة الإسهام بدور مهم في استعادة هذه الهيبة خاصة في هذه المرحلة بهدف إعادة البلاد إلى السكة الصحيحة من خلال التعاون في إنجاز الخطوط العريضة لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيبنى عليه مستقبل اليمن.
وأشارت إلى أن هناك مراهنات من قبل بعض الأطراف السياسية منها والعسكرية والقبلية لعودة الأمور إلى نقطة الصفر لرد البلاد إلى مربع العنف من جديد وهذه مسألة خطرة يجب معالجتها قبل فوات الأوان.
وأكدت ” الخليج ” في ختام إفتتاحيتها أنه هذه الأسباب وغيرها سيكون لزاما على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني وبقية أطراف العملية السياسية التعاون لإخراج اليمن من الوضع الذي يعيشه اليوم من خلال افتقاده عوامل الاستقرار التي تبدو ظاهرة للعيان و التي تجعل الكثير من المراقبين يبدون مخاوفهم وهي مخاوف مشروعة من انتكاسة حقيقية على الأرض ينهار معها ما تحقق من تهدئة سياسية وعسكرية خلال المرحلة الماضية.