الأممُ المتحدة واللعبُ على الأمم
بقلم/د. فؤاد الشامي
كان الهدفُ غيرُ المعلَن من إنشاء الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية عام 1945م هو حماية مكاسب ومصالح الدول المنتصرة في الحرب، ولذلك كان تشكيل مجلس الأمن من تلك الدول واعتباره صاحبَ الحل والعَقْدِ في قضايا العالم المختلفة، ويتم النظر إلى أية قضية تُعْرَضُ على المجلس من خلال مصالح الدول دائمة العضوية في المجلس.
ومن يتتبع القضايا التي في عهدة الأمم المتحدة يجد أن الحلول التي يتم طرحها تصب في صالح الطرف الذي يدعمه مجلس الأمن، وَإذَا لم تتمكّن الأمم المتحدة من فرض الحل الذي تريده يتم تعليق القضية عن طريق فرض هدنة طويلة الأمد دون وضع حلول نهاية مثل قضية فلسطين وقضية الجولان وقضية كشمير وقضية قبرص والتي تجاوزت الهدنة في بعضِها ستين عاماً بغض النظر عن الأضرار التي يتعرض لها الأهالي أَو مصالح الشعوب في تلك المناطق.
وفي قضية العدوان على اليمن تريد الأمم المتحدة السيرَ في نفس النهج الذي سارت عليه في القضايا التي ذكرناها من خلال الذهاب إلى فرض هُدنة بين الأطراف المتحاربة -كما تقول- بغض النظر عن تضرر الشعب اليمني من الحصار الظالم التي تفرضه عليه دول العدوان، ولكن نظراً لوجود طرف قوي في قضية اليمن (أنصار الله) يحرص على مصالح الشعب ولا يخضع للتوجيهات من الخارج أربك تحَرّكات الأمم المتحدة، وهذا دفعها لجعل أنصار الله في مرمى سهامها من خلال استهدافهم في كُـلّ اجتماع يعقده مجلس الأمن لمناقشة المستجدات في قضية اليمن وتجاهل الطرف المعتدي (تحالف العدوان) برغم الجرائم التي يرتكبها بشكل يومي في حق الشعب اليمني.
والهدفُ الرئيسي من ذلك هو إخضاعُ الطرف الوطني ودفعُه إلى الاستجابة لرغبات ومصالح أمريكا التي هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، خَاصَّةً بعد أن تم تكليف مبعوث أمريكي لمتابعة قضية اليمن، وهذا هو المستحيل بعينه؛ لأَنَّ أنصار الله ومن ورائهم الشعبُ اليمني لم يقدموا التضحياتِ الكبيرةَ ولم يصبروا على الحصار الجائر إلَّا مِن أجلِ المحافظة على استقلال وسيادة اليمن التي كانت مخترَقةً من أمريكا والسعوديّة، ولذلك فَـإنَّ التنازُلَ أمام الأمم المتحدة غير وارد ولن ينتهي العدوانُ إلَّا بتحقيق انتصار كامل يُخرِجُ المحتلّين من كافة الأراضي اليمنية.