هل بدأ الرئيس هادي شراء الذمم فعلا?ٍ ?
كثر الحديث هذه الأيام عن الخلاف بين الرئيس هادي ووزير المالية صخر الوجيه , يحاول كل طرف أن يظهر وكأن موقفه نابع من الحفاظ على المصالح العليا للبلاد , لكن طريقة تعاطيهم مع الموضوع وتسريب الأخبار عبر مصادر غير رسمية توحي بأهداف أخرى لدى الطرفين , فمن يهمه مصلحة الوطن فعلا?ٍ عليه أن يكن واضحا?ٍ في طرحه ومعززا?ٍ له بالأدلة , فلماذا الخوف والتستر بالمصادر المقربة .
نشرت بعض المواقع عن مصادر رئاسية رفيعة ان الرئيس عبد ربه منصور هادي مستاء من تصرفات وزير المالية صخر الوجيه ? وقيامه بتعيينات أدت الى إقصاء الكثير من المسؤولين في الوزارة وفروعها في المحافظات ? وقيامه بتعيين آخرين ينتمون للون سياسي واحد ? في إشارة الى حزب التجمع اليمني للإصلاح .
وقالت المصادر ان الوجيه يرفض حتى اللحظة توجيهات الرئيس هادي بصرف الاعتمادات الخاصة بشخصيات وجهات وطنية ? والإبقاء على اعتمادات تخص أشخاصا آخرين في ضوء عملية فرز للمستفيدين من الاعتمادات الرئاسية التي تعيش كثير من الأسر عليها .
من جهة ثانية نشرت مصادر اخرى ما مفاده أن وزير المالية يرفض الصرف مطالبا?ٍ بكشف بأسماء الأشخاص لما يسمى ” كشوفات الإعاشة ” لتعرف وزارة المالية أين تذهب هذه الملايين ? مضيفة?ٍ أن كشوفات لجنة الإعاشة تضم قيادات عسكرية ووزراء سابقين ومشايخ وصحفيين , وأكدت أن شيخ واحد يستلم من كشف الإعاشة مبلغ 12 مليون في الشهر ووزير سابق يستلم ثلاثة مليون وصحفي يستلم مليون وآخر ستمائة ألف شهريا?ٍ , واستغربت تلك المصادر من إصرار مكتب الرئاسة الذي يريد الاستمرار في نفس سياسة صالح ويعطي انطباع بأن هادي يرغب بشراء الذمم وكسب ولائهم الشخصي على حساب المصلحة العامة .
نحن كمواطنين نريد أن نعرف الحقيقة , هل صخر الوجيه ينفذ أجندات حزبية في قراراته ? وهل فعلا?ٍ يقوم بصرف بعض المبالغ وتوقيف الأخرى والبند واحد ? وما هي الأسماء والأرقام تحديدا?ٍ ? لذلك نطلب من مصادر الرئاسة كشف بأسماء من قام الوجيه بإقصائهم وأسماء من عينهم , ومن الشخصيات التي صرف لهم الإعاشة والتي حال بينهم وبينها ? وماهي الجهات الوطنية التي تستحق الإعاشة ? وهل الإعاشة تقتضي كل تلك الملايين ? أم أنها إعاشة خمسه نجوم ? ما لم يصدر نفي من مكتب رئاسة الجمهورية لتلك الأرقام فان هجوم تلك المصادر على الوجيه الهدف منه التحريض ضده ودفع بعض المتنفذين للاعتداء عليه بحجة أنه من يقف عائقا?ٍ امام صرف مستحقاتهم خصوصا?ٍ بعد وجود توجيهات من الرئيس , إضافة الى الضغط عليه لصرف مبالغ غير قانونية الغرض منها شراء الولاء فعلا?ٍ , لأن مبلغ 12 مليون ريال شهريا?ٍ لشخص واحد لا يعقل أن يكون الهدف منه اعاشته , وما نوع الأكل الذي يتناوله ?
وبالانتقال الى مصادر وزير المالية نسألها طالما لا توجد كشوفات لديكم كما تزعمون فمن أين عرفتم أن شيخ واحد يستلم من كشف الإعاشة مبلغ 12 مليون في الشهر ووزير سابق يستلم ثلاثة مليون وصحفي يستلم مليون وآخر ستمائة ألف شهريا?ٍ ? ولماذا لم تنشروا الأسماء تحديدا?ٍ لنتأكد من صدق معلوماتكم ? وهل أوقفتم جميع عمليات الصرف لكل من في ذلك البند ? أم ان التوقيف طال شريحة محددة ? ثم إن اتهامكم لهادي بشراء الذمم خطير ويلزمكم ذكر الأسماء تحديدا?ٍ والمبالغ التي يستلمون ومقابل ماذا , ما لم فإنكم تجنيتم على هادي بهدف ابتزازه ليمرر أو ليسكت عن مخالفاتكم .
الشفافية هي الحل ولا داعي للمصادر القريبة والبعيدة والرفيعة والواطية ومعارك تحت الطاولة والضرب تحت الحزام , من على الحق لا يخشى الوضوح والشفافية , لذلك على المصادر الرئاسية والتابعة للوجيه أن تظهر الى العلن وتفصح عن ما في جعبتها من أدلة , فاستمرار المعركة بتلك الطريقة معناه تبادل الضغط حتى يتفق الطرفان على صيغة لاقتسام الغنيمة , أما إذا هدأت العاصفة بدون ظهور الحقائق والأسماء والأرقام علينا كشعب أن نعرف أن ثورتنا ( فشنك ) .
albkyty@gmail.com