إلى هنا وانتهينا يا …صمت…خوف..يأس
لا أجد فيما أرى من الوجوه الغارقة في بحر الإطراق المتأمل لواقعنا الهش من الارتباط الاجتماعي والترابي الحضرمي غير بعض المحاولات الغريبة على الكثير من التحركات النخبوية الحضرمية النزعة ? غير وجوه?ُ صامتة في ظاهرها غير آبهة?ُ بما يعتلج على الأرض الحضرمية – هذا ما نراه – ولكن الحقيقة التي تستخلصها من سماتهم المرسومة على تضاريس عبوسهم وسخطهم على اليأس المترامي على الكثير من اقرانهم الحضارم الذين شغلتهم كروات بيتوهم ومصاريف عائلاتهم وترقب آجال اقاماتهم للمسارعة في تجديدها حتى لا يحصل ما لا ت?ْحمد عقباه
اتوجه بالخطاب إلى هذه الوجوه الغاضبة في صمتها الساخطة في عبوسها ?ألم يئن? لكم ان تصرخوا في وحه هذا الصمت وان تثوروا في وجه هذا السخط العابس ? منذ نصف قرن ونحن على هذه الشاكلة ليلها كنهارها نتوارث هذا الدور بين الاباء والابناء وربما الى الاحفاد في بعض العائلات ? لنكن في جانب قريب من الواقعية ولننظر إلى تلك الأقطار العربية التي وصلت الى مرحلة الصفر من الصبر والعبوسة والسخط فقالوا إلا هنا وانتهينا يا صبر الى هنا وانتهينا يا سخط الى هنا وانتهينا يا صمت ? فكان التغيير من نصيبهم فامتلكوا زمام اقطارهم وحدث مالم يكن في حسبان دكتاتورهم ? كان هذا وحصل ما حصل كل ذلك بسبب قرار شجاع ارتجالي .
غير ان ذلك القرار اتخذوه بين ظهراني حكامهم ولم يتخذوه من مواطن غربة يجدون فيها من الحرية اكثر بكثير من داخل اوطانهم ومع هذا اتخذوا القرار وساروا تحت لوائه متقاسمين ادوار ذلك القرار فمنهم من امتلك الساحات ومنهم من امتلك الشبكة الانترنتية ومنهم من امتنع عن العمل ومنهم.. ومنهم.. فاكتمل القرار وآتى أكله على الوجه المرجو
إن اعداد الحضارم المهاجرين كما أوردتها احدى الجهات ذات الاختصاص يقارب خمسة عشر مليونا?ٍ فيما اصبح عددهم بين تلك الجبال الجرداء الحضرمية يقترب من مليون ونصف المليون
لو كان هناك ما يشبه الرابطة او التجمع او الجمعية بين حضارم المهجر خاصة كيف سيكون الوضع الحضرمي الان !!
يا قوم : انا لا اقترح احزابا?ٍ او تنظيمات سياسية وان حصلت فلا بأس ان كان همها هو حضرموت ? أنني اقترح ان تكون هذه الروابط او التجمعات او الجمعيات قادمة من دافع إلى هنا وانتهينا يا غربة الى هنا وانتهينا يا سفر إلى هنا وانتهينا يا صمت إلى هنا وانتهينا يا (ماسيبي)
الى هنا وانتهينا يا( من اخذ ام?نا هو عمنا) ليس بالأمر المستحيل ان تنشأ هذه الرابطة او التجمع
فهمومنا هي هموم حضرموت ونمتلك من الادوات المادية والفكرية والاجتماعية الشيء الكثير ? قبل اربعة عقود من عمر مأساتنا كتب الشهيد عبد الله الجابري (ابوشمس) رحمه الله وقال 🙁 إن القليل لدينا هو الايمان ) أي ايماننا بحضرموت الوطن ? ربما كانت تلك حالة مخيمة على الكثير من الحضارم المغي?بين حضوريا?ٍ في المشهد السياسي الحضرمي ? لكن وفي اعتقادي ان تلك الحالة من الصمت وعدم المبالاة والخوف الداخلي صاحبت جيلا?ٍ حضرميا?ٍ واضمحل? تأثيرها في الأجيال الحضرمية الحالية ? فكم من المسيرات وكم من المهرجانات الساخطة على هذا الوضع الحضرمي بخاصة وكل ذلك كان في مدن حضرموت ? بغض النظر عن موافقتنا للمستفيدين من هذه المسيرات فهذا امر آخر ? وانما نقصد هنا تلك الروح الحضرمية الشجاعة التي كسرت قيد الصمت والخوف وعدم المبالاة ? فما يجري الان على التراب الحضرمي هو مبشر?َ بجيل يعلن عصيانه الاجتماعي لكل اشكال الخوف والخضوع والخنوع للغريب ? واعلن عصيانه السياسي لكل نظام لا يشاركه في صنع القرار.
ان الشخصية الحضرمية القادمة منذ خمس سنوات فعليا?ٍ وعشر سنوات حرفيا?ٍ هي تلك الشخصة التي بحث عنها كل ثائر حضرمي امتدادا?ٍ من ابن عبدات وعبد الله الجابري مرورا بكل من كتب وتحد?ث بكل شجاعة عن القضية الحضرمية خلال نصف القرن المنصرم.
من هنا يجب علينا أن نسعى ونفك?ر في آلية?ُ لايجاد رابطة او جمعية او تجم?ع?ُ للإنسان الحضرمي
حيثما كان .
ولنقل جميعا : إلى هنا وانتهينا يا صمت
إلى هنا وانتهينا يا خوف
إلى هنا وانتهينا يا (ماسيبي)