مــحاولــة جــيــدة للــتلــعــثــ?ْم?!
في البداية ..
لا توجد حتى الان بداية بحجم الح?ْب الذي احمله اليك.
لا اعرف أي بداية كانت معك .
مقمطتي وانا مولود لها رائحتك.. دفاتر دروسي القديمة لها لون أظافرك
وحتى مخدتي الأولى كنت كلما وضعت راسي عليها لأنام اسمع زحف ضحكتك فيها واصحو في انتظار العيد ..
اول بنطال أنيق ارتديته – وانا غلام مراهق – وقفت يومها امام المرآة
احدثك عنه واسال :
– عجبك يا حياتي?
لم تردي علي طبعا .. ومن يومها وانا ا?ْفضل البقاء عاريا في انتظار إعجابك.
انتظرتك طويلا في كل زقاق علني إذا ألقاك أفجر في حضرتك جملة ح?ْب انتحارية
ومن ثم أموت ..
لا يهمني ابدا ان اموت طالما وأنك لست معي..
انتظرتك في عيون جميع النساء اللواتى كن ينتظرني كل صباح جوار بوابة الجامعة ? ولم تأتين!
انتظرتك على السلالم المؤدية الى قاعة الدرس ..
انتظرتك جوار باب المسجد ولصق النافورة الواقفة مثل قلبي ولم تأتين
انتظرتك في الأسواق الشعبية وفي مطاعم البيتزا وفي ميادين التاكس
في المكتبات والأكشاك وفي مذياع أمي القديم ايضا ?
ولم تأتين .
انتظرتك في سجلات الأحوال المدنية وحين سألني موظف الإرشيف : عمن تبحث بالضبط ?
هرب اسمك من بين شفاهي واكتشف – سريعا?ٍ – بانني احاول التلعثم فقط!
لا أعرف أي بداية كانت معك بالضبط :
وكنت اثور في كل الوجوه التي تعرفني ولا أعرفها
إنتظرتك في كل كتب الشعر التي قرأتها
في كتب التاريخ وفي كل الكتب السماوية
وكلما لمحتك بين السطور أهرول لأضع اصبعي عليك ? وأجد مفاصلي كلها ترتعش فجأة ..
لماذا اتهيب القراءة وأبدو كأي رجل أ?ٍمي حين المحك?
أنتظرتك في فصول محو الأمية ? علني استطيع فهمك
انتظرتك في ملاعب الأطفال ? كبرت كبرت كبرت وانا انتظرك هناك ولم تأتين!
إنتظرتك في كل الايدلوجيات
إنتظرتك تحت أهداب كل لافتات الإعلان المكتوب داخلها ممنوع الإنتظار ?
وفي كل مناسبة كان يعلن التفاز فيها بأن هناك بيان هام سيذاع بعد قليل? كنت أنتظرك أنت? انت فقط ? ولاتأتين!
ملني مشوارالبحث الطويل عنك وتصدأت سنين الع?ْمر الذي لم يبتدئ بعد?
ولم تأت ..
انتظرتك في كل بداياتي وفي كل نهاياتي وفي كل كتاباتي
إنتظرتك في كل شقاواتي ولما وجدتك – فجأة- وفتحت عيني لأراك
تلخبطت من كثرة الأشواق ولم يكن بوسعي لحظتها أن امارس دور السجان وأطلب من أعصابي الحبيسة التزام الوقوف في الطابور لاستلام حصتها من الفرح والهدوء.
وجدتك فجأة ولم أكن أعرف بأن جسدي الـ صار منهكا جدا سيتحول يومها الى نافورة من ألأياد? المتدافعة صوب شباك حضورك
ولم أكن اعرف ايضا بأنني حين سأم?ْد يدي لأصافحك ساكتشف بانني كنت أحاول أن اصافح الريح فقط !?وبأنني سأحتاج الى عمر آخر من الإنتظار لأعيد قراءتي الأولى فيك من جديد…!
“ادب فن”