المخابرات البريطانية: المجموعات المتشددة تختطف ثورات الربيع العربي
اعتبر المدير العام للجهاز البريطاني لمكافحة التجسس “أم آي-5” الاثنين ان انتفاضات “الربيع العربي” فتحت مناطق جديدة لتنظيم القاعدة كي يحاول اعادة بناء نفسه.
وقال جوناثان ايفينس خلال محاضرة في لندن ان الفوضى التي خلفها انهيار الانظمة التي اطاحت بها الانتفاضات العربية خلق “مناخا متسامحا” للقاعدة.
واشار ايفينس ان نفوذ القاعدة يبتعد عن افغانستان وباكستان ليترسخ في اليمن والصومال والساحل.
وقال ايضا “نخرج من فترة تهديد حادة ومحددة لندخل في مرحلة اخرى حيث التهديد لا يرتكز على تنظيم واحد ولكنه اكثر انتشارا”.
وتعيش ليبيا على وقع التهديدات اليومية ومخاوف من وصول السلاح إلى ايدي المجموعات الإرهابية العابرة لمنطقة جنوب الصحراء? أو ان توظف تلك المجموعات غياب الاستقرار في ليبيا لتحولها إلى فناء خلفي تجم?ع فيه السلاح وتقيم المعسكرات التدريبة.
وفي هذا السياق? نقلت صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية في عدد سابق عن مسؤولين أمنيين أمريكيين تأكيدات عن تهريب الآلاف من القذائف والصواريخ من ترسانات الأسلحة التى كانت بحوزة المقاتلين الليبين أو من بقايا سلاح نظام القذافي “صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو” إلى معاقل تنظيم القاعدة في مالي? وذلك على الرغم من تأكيدهم على أن الأسلحة الليبية لن يتم تهريبها خارج ليبيا ولن تقع فى أيدى أى من الجماعات الإرهابية.
وكانت دول عديدة حذرت من التأثيرات الكارثية لفوضى السلاح في ليبيا? وكانت هذه القضية المحور الرئيسي للخلاف بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي.
وكانت تونس التي تعيش على وقع تراجع تأثير الدولة ونقص فاعلية أجهزتها الأمنية أول الأهداف لتصدير السلاح? حيث بدأت مجموعات متشددة تشتري الأسلحة من ليبيا وتتدرب في حماية بعض المجموعات المسلحة هناك ثم تتسلل إلى تونس.
وواجهت تونس خلال فبراير 2012? اي خلال حكومة النهضة الإسلامية? مجموعة سلفية جهادية في منطقة بئر بن خليفة “قرب صفاقس”? وتسربت أنباء عن أن المجموعة تنتمي إلى خلايا نائمة أخرى تتدرب في ليبيا وتهرب السلاح من هناك وتخزنه في تونس بانتظار اللحظة المواتية.
كما شهدت تونس هجوما لـ”القاعدة” في 18 مايو2011 على مركز لقوات الأمن في منطقة الروحية “شمال” واشتبكت مع قوات من الجيش قبل اعتقال عناصرها? وتم اعتقال عنصرين ليبيين من المجموعة ومحاكمتهما منذ ايام.
وفي سياق قريب? كشفت تقارير مختلفة عن نشاط مكثف لجماعات اسلامية متشددة بمدن ليبية تتولى تجنيد أفراد من جنسيات عربية مختلفة وترسلهم الى الاراضي السورية للانضمام للمسلحين الذين يقاتلون النظام.
وتكفي الإشارة هنا إلى ما بثه التلفزيون الرسمي السوري من اعترافات صادرة عن شبان قالوا إنهم قادمون من ليبيا وتونس للمقتلة مع “الثوار.
إلى ذلك? أعلنت دوائر أمنية مصرية منذ فترة عن ضبط أكبر شحنة اسلحة ثقيلة مهربة من ليبيا لادخالها سيناء.
وتم ضبط 101 صاروخ أرض أرض C5M و قاعدة إطلاق صواريخ طولها مترين وعرضها نصف متر ولها فتحات لإطلاق 5 قذائف صاروخية و 48 مقذوف قاذف BM و12 ألف و550 طلقة لأسلحة ثقيلة و3 بنادق ” آلية – كلاشيكوف – FN ” و17 ألف طلقة آلي.
ويقول مراقبون إن دول “الربيع” العربي ما زالت إلى الآن بعيدة عن الاستقرار الأمني والاقتصادي في ظل اختطاف الثورات من ابعادها المطلبية الاجتماعية إلى أبعاد سياسية وعقائدية.
ففي تونس? ورغم محاولات الحكومة البحث عن استقدام الاستثمارات الأجنبية? فإن الصراع المهيمن على وسائل الإعلام وفي خطاب السياسيين هو صراع أيديولوجي بين فريق بخلفيات إسلامية يدافع عن تطبيق الشريعة وآخر بخلفية علمانية يرفض “الأسلمة” ويتمسك بالقيم المدنية.
ومن نتائج هذا الصراع أن قويت شوكة مجموعات إسلامية متشددة همها الأساسي محاربة الحريات الشخصية والعامة ومحاولة فرض أنماط من اللباس والسلوك على الشارع التونسي.
وفي الصف المقابل? وكردة فعل على التشدد الأول? برزت مجموعات من الفنانين والسينمائيين يبحثون عن الشهرة من خلال استهداف المقدسات.
ولا يستبعد المراقبون أن يتحول “التفاؤل” في مصر بانتخاب رئيس إسلامي بشكل ديمقراطي إلى حالة من الاستقطاب الديني والسياسي تتغذى في ظلها مجموعات متشددة تدفع باتجاه معارك دينية إسلامية مسيحية “حالة تشنج بين الأقباط والسلفية توظف تقاليد الشرف خاصة في الصعيد” أو تحاول الدفع باتجاه صراع مع إسرائيل عبر تفجيرات بدائية أو إطلاق صواريخ كالتي تطلق من غزة.