الرئيس التركي يعد بالحسم ضد سوريا
نقلت وسائل الاعلام التركية عن الرئيس عبد الله جول قوله السبت إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن سوريا أسقطت طائرة تركية مضيفا أن كل ما يتعين فعله في أعقاب الحادث سيتخذ.
ويقدر عدد من المراقبين أن النظام السوري إن كان قد اقدم على إسقاط المروحية التركية كما تقول أنقرة? فإنه سيكون قد قدم ذريعة بمثابة الهدية السماوية لكل الدول التي تسعى منذ مدة إلى تشجيع الخيار العسكري الدولي لإزاحة النظام السوري على الطريقة العراقية عندما اقدم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة في مارس/ آذار 2003 على غزو العراق? لتنحية نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال جول للصحفيين من مدينة قيصري “لا يمكن التغطية على أمر مثل هذا.. كل ما يتعين فعله سيتخذ”.
وقال الجيش التركي انه فقد الاتصال بإحدى طائراته من طراز إف-4 قبالة الساحل الجنوبي لتركيا قرب سوريا صباح امس الجمعة واعترفت دمشق لاحقا بأنها اسقطت الطائرة.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان عائدا من قمة في البرازيل عندما أذاعت الانباء الى اجتماع امني طارئ لدى عودته الى انقرة وقال مكتبه في بيان ان انقرة ستتصرف “بحسم” عند ظهور التفاصيل. فيما يشبه استعجالا مبطنا لحل الحرب دون غيره كرد محتمل على إسقاط الطائرة.
وتدعو دول مثل تركيا والسعودية وقطر صراحة إلى التدخل العسكري في سوريا بذريعة إنقاذ الشعب السوري مما تقول إنه احرب يشنها نظام الأسد ضده.
ويقول مراقبون إنه رغم المحاذير التي دفعت دول غربية واسرائيل إلى عدم المجازفة بإزاحة الأسد بالقوة العسكريةن خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية لديها بشان الأوضاع في سوريا ما بعد الاسد? فإن هذا الموقف يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى العكس تماما. أي إلى قبول بمثل هذا التدخل.
ويضيف هؤلاء المراقبين إن المواربة الغربية الإسرائيلية بشأن الهجوم العسكري على سوريا لم تكن إلا مجرد محاولة للتمويه وترك المبادرة بالدعوة لمثل هذا الهجوم تأتي من دول عربية وإسلامية? تفاديا لتبعات ردود أفعال عكسية على مصالحها.
وقالت سوريا ان الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخفض داخل المياه الاقليمية السورية عندما اسقطت.
وقال جول “عندما ننظر الى سرعة هذه الطائرات المقاتلة اثناء الطيران فوق البحر فإن عبور الحدود لمسافة قصيرة ثم العودة مرة اخرى هو عمل عادي”.
واضاف انه بسبب الطبيعة الخطيرة لهذه الواقعة فإن من المستحيل في هذه المرحلة اعطاء اي بيان اكثر تفصيلا.
وسئل عما اذا كانت تركيا على اتصال بسوريا بشأن الواقعة قال جول ان أنقرة أجرت اتصالا هاتفيا مع دمشق وقال “لانه لا يوجد امن هناك سحبنا ممثلينا من سوريا. هذا لا يعني انه ليس هناك اتصال”.
وقال جول ان عملية بحث عن الطائرة والطيارين الاثنين المفقودين ما زالت جارية.
وتحولت انقرة التي كان علاقات وثيقة بسوريا قبل الانتفاضة ضد الرئيس السوري عندما رد بعنف على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي استلهمت انتفاضات شعبية في اماكن اخرى في العالم العربي.
وتمنح تركيا حاليا اللجوء لقيادة الجيش السوري الحر وتؤوي اكثر من 30 الف لاجئ سوري? وتقول تركيا ان على الاسد ان يتنحى.
واستضافت انقرة مؤخرا مناورات عسكرية أطلسية عربية ضخمة تحتى مسمى “نسر الأناضول 2”.
وقال مراقبون في حينها? إن المناورات هدفت إلى التدرب على أجواء مشابه لواقع الحال في سوريا استعدادا للتدخل العسكري في هذا البلد حتى ولو اضطرت الدول الداعية لمثل هذا التدخل إلى القيام بعملها العسكري بعيدا عن استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي أين تترصد روسيا والصين مثل هذا القرار بحق النقض.
وسبق ان اعلنت انقرة عن امكانية اقامة ملاذ امن او ممر انساني داخل سوريا وهم ما قد يستتبع تدخلا عسكريا مؤكدة انها لن تقوم بعمل من هذا القبيل دون موافقة من مجلس الامن? لكن وجود ذريعة إسقاط إحدى طائراتها العسكرية قد يجعلها تتراجع عن هذا الالتزام? تحت مسمى أن دمشق هي التي استبقت إعلان الحرب على أنقرة.
* العرب اونلاين