المراوغة لن تمنع والوساطة لن تشفع
بقلم/ منير الشامي
مع تواتُرِ الأنباء عن تصاعد حدة الخلاف بين ابن زايد وابن راشد؛ بسَببِ النتائج التي خلّفتها عمليتا عاصفة اليمن الأولى والثانية إلا أنه على ما يبدو أن نظام الإمارات الأحمق كمنظومة لم يعِ رسالة الأُستاذ محمد عبد السلام كما وعاها محمد بن راشد فهي رسالة قصيرة نفّاعة وموجزة وواضحة لا تحتمل التأويل إلى أمور هامشية كما يريد أن يفهمَها أولاد زايد، حدّد لهم الحلَّ الأمثلَ والأفضل والأسرع بعبارة “الخروج من مستنقع اليمن” وعليهم أن يفهموا جيِّدًا أن قيادتنا الحكيمة أكملت عليهم الحُجّـة ولم تنطلِ عليها سياسةُ المراوغة التي انتهجوها طوال السنوات الماضية، وما البدء بتدشين عمليتي عاصفة اليمن الأولى والثانية إلا دلالة على أن قرار قيادتنا بات قرارًا نهائيًّا وأن هذا القرار سيستمر؛ لأَنَّ الرد حق شرعي للشعب اليمني ضد دويلة معتدية مارست مختلف أنواع الإجرام بحق شعبنا طوال سبع سنوات، ولن يتوقف إلا إذَا استجاب نظامُ أبو ظبي ونفّذ شروط وقف العدوان التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ـ يحفظه المولى ويرعاه ـ في وقت سابق وتنفيذ تلك الشروط يفضي إلى الخروج من مستنقع اليمن، وَإذَا كان نظام أبوظبي يريد الحفاظ على أمن دويلته وأمانها واستقرارها فليس لديه سوى هذا الخيار الوحيد والعودة إلى جادة الصواب والاحتكام إلى العقل والحكمة وتقديم مصلحة بلده وشعبه على مصالح أسياده، أَمَّا التضحية بأمن واستقرار دويلته؛ مِن أجلِ إرضاء أسياده في النظام الصهيو أمريكي من خلال انتهاجه لسياسة المراوغة معتقداً أنه بذلك سيخدعُ قيادة الإيمَان والحكمة فهو ما لن يتحقّق له أبداً، وَإذَا كان يحلم بذلك فلن يرى هذا النظام الاحمق في الواقع إلا كوابيسَ حقيقية من حمم البأس اليماني الشديد، وتصريح مندوبة الإمارات في مجلس الأمن بقولها إن بلادها تعمل على خفض التصعيد العسكري في اليمن. الوارد على سبيل المراوغة لن يوقف عمليات جيشنا على أراضيه ولن يحمي أهدافه عن القصف خُصُوصاً أن عمليتي عاصفة اليمن الأولي والثانية ليستا سوى تحذير أولي لنظام الإمارات وهو يعلم ذلك جيِّدًا ويعلم أن العمليات القادمة ستوجّـه نحو الأهداف الاستراتيجية التي ستجبر نزوح الاستثمارات العملاقة والمستثمرين بعد قصف أول هدف منها، لذلك فعليه أن يكون واثقاً من أن عمليات قواتنا المسلحة لن تتوقفَ في استهداف العمق الإماراتي إلا في حال ما نفذ نظام أبو ظبي شروطَ وقفها المعلنة وهي من باب التذكير كما يلي:-
١ـ وقف جميع عملياتهم العسكرية علي اليمن برًّا وبحرًّا وجوًّا.
٢ـ الانسحاب من كُـلّ الأراضي والجزر اليمنية فورًا.
٣ـ وقف تدخلهم وإيقاف دعمهم وقطع علاقاتهم بالمرتزِقة بشكل نهائي.
٤ـ إعلان قبولهم بتحمل المسؤولية عن مشاركتهم في العدوان لسبع سنوات مضت.
وإذا أرادوا وقف العمليات اليمانية على دولتهم فعليهم تنفيذ هذه الشروط تنفيذ علنياً، أما التصريح بخفض التصعيد أَو البحث عن وساطة دولية لوقف العمليات اليمنية فلن يستفيدوا منه شيئاً، ولن يتحقّق له أمناً ولن يرى إلا نيرانًا وبراكينَ وأبابيلَ يمانية بعمليات متوالية تتضاعف أعدادها ويتزايد بأسُها وتتفاقم نتائجُها وتجعل من مدنه الزاخرة مدنًا مهجورة لم يبق فيها مستثمر واحد ومن مبانيها الشاهقة أطلالًا تسكُنُها الأشباح وتنحتها ذراتُ رمال الصحاري، فأمريكا لن تنفع ولن تشفع و”إسرائيل” لن تدفع ولن تمنع، والتنديد لن يفيد، بل سيحفز رؤوس الأموال على المغادرة والتوديع، وسيقرب من لحظة انهيار إمارات الرمال التي ستكون كممالك النمل أمام عمليات قواتنا المسلحة.