وقفات تأمل ومراجعة مع إخواننا الحضارم
الوقفة الأولى: نداء
دعوة إلى جميع أبناء حضرموت المسلوبة – من إخوان لكم في المهجر يعصرهم الألم لما آلت إليه حياة أبناء وطنهم مهددة الإنسان في معاشه ومصيره وثقافته- بل وقيمته كإنسان أوتي من الله سبحانه وتعالى حق الولاية على أرضه بإقامة كيانه عليها وتولي إعمارها وتسيير دفة الحياة فوقها? ويحدوهم الأمل بأن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق إرادتهم باستعادة وطنهم واختيار نمط الحكم الذي يعيد لهم كرامتهم ويحقق أمنهم بالسير نحو المشاركة الحرة الفاعلة بمحض إرادتهم? وليس بالتسيير كما هو حاصل خلال الخمسين عاما?ٍ الماضية? واغتنام هذه الفرصة الثمينة التي هيأها الله سبحانه وتعالى لكم? فإن ضاعت (فلا حول ولاقوة إلا بالله).
إخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء? كفانا من تسلط الآخرين علينا ومن أصحاب الرؤوس الخاوية من المشاركة في تدمير مقومات حياتنا? ولن يتحقق ذلك إلا بتوحيد كلمتنا? ورؤيتنا? والوقوف معا?ٍ صفا?ٍ واحدا?ٍ في وجه من يريد أن يعبث بحياتنا كما فعل خلال الخمسين عاما?ٍ الماضية. وفي سبيل تحقيق هدفنا المنشود باستعادة الوطن الغالي حضرموت وإنقاذ مواطنيه مما تردوا فيه? وذلك كما يرى أخوتكم كالتالي:
أولا?ٍ: تحديد الهدف … واجتماع الكلمة عليه.
ثانيا?ٍ: استشعار الأخطار المحدقة بكم كشعب له حضارة يراد تدميرها (والأخطار جمة خارجية وداخلية).
ثالثا?ٍ: التزام الجميع بالولاء لله وحده.
رابعا: التزام الجميع بالانتماء للوطن حضرموت.
خامسا?ٍ: الإلتزام بالعمل لتحقيق الإرادة .. وهي : (تقرير مصير شعب حضرموت)
سادسا?ٍ: التجرد الكامل من أي ولاء لغير الله? والانتماء لغير الوطن – سواء?ٍ كان لجهات حزبية أو عقائدية أو فئوية أو مذهبية … الخ.
أخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء بعد المقدمة وما أوضحنا فيها من مسؤولية ملقاة على أبناء حضرموت في الوطن والمهجر بمختلف فئاتهم نتمها بمقطوعة من رائعة الشاعر الكبير: علي أحمد باكثير – يرحمه الله (المخطوطه).
صبرا?ٍ بني قومي فما أحسب إلا أنه شاء القدر
أن تنهضوا اليوم بما قام به يوما?ٍ عمر
إذ جاهد الطغاة في العالم فانتصر
وحرر البشر .. من مجرمي البشر
ووطد السلام في الأرض وعدله انتشر
الوقفة الثانية: للتأمل والتحفيز والمراجعة:
إنكم أبناء حضرموت أصحاب حضارة وتراث فكري ومادي? وغنى أبناء حضرموت الأدبي أربى من الغناء المادي ? فبالغنى الأدبي حمل أجدادكم رسالة الإسلام? رسالة الحق والخير والسلام? فأشرقت بها أمم وشعوب في أقصاء المعمورة فاستنار بها الفكر واستقام بها الضمير فنعمت بها واستفادت منها أجناس شتى من أصفر وأسود? وفي الجانب المادي? مكن انتشار أبناء حضرموت في الرقعة الواسعة من الأرض … في أن يقع بين أيديهم رخاء أممها? وشظف عيش شعوبها ومن الأمثلة البسيطة لذلك .. أن قام تاجر من (سنغفوره) بإدخال أول مطبعة إلى بلاد اليابان عام 1800م.
تلت ذلك سنون وتوالت قرون? ركن الحضارم فيها إلى التسليم والإتكالية انتقلوا خلالها من ضعف إلى ضعف ومن سلبية إلى أخرى … حتى جاءنا عام 1967م فشكل بداية القضاء على ما تبقى من كرامة أهل حضرموت وتراثهم وفكرهم وحضارتهم.. حتى اليوم? فطوتنا الخمسين عاما?ٍ المنصرمة طيا?ٍ شنيعا?ٍ? هد?ت كيان أمة حضرموت ونكست راياتها وعاثت في تراثها فسادا?ٍ وتشويها?ٍ وحاولت جاهدة طمس معالم حضارتها وتزوير تاريخها.
إخواننا الحضارم .. إن لم نضع أصابعنا على مواطن الداء في أجسامنا فلن يأتي من خارجنا من يفعل ذلك.
إن الجفوة بين أبناء حضرموت وبين الحياة … هي مكمن الداء وموطن الخطر وهي تقف بهم في أول الطريق الطويل الشاق … إن خطوا خطوة إلى الأمام تراجعوا بها عشرا?ٍ إلى الوراء? وهذا يشمل الجميع في الداخل ومن في المهاجر ما أسمجها من حياة أن يتدحرج فيها الإنسان وهو لما حوله كاره … وعنه منصرف بلا وعي ولا اكتراث ? لا يلبث هذا التدحرج أن يحول المجتمع إلى عبيد ابدانهم? قد يجدون طعام يومهم وقات يومهم? ولكن حيوانيتهم لا تلبث بهم طويلا?ٍ حتى تحولهم إلى نوع من القطعان المسترقه? بعد أن يصبح الطعام في أيدي غيرهم وما يرمى لهم إلا الفضلات المذلة … ومثل هذه المجتمعات التي سقطت في غيبوبة الموت الأدبي? تعاني من الجهل والفقر والمرض? والعطل العقلي … وإذا حاولت أن تخاصم من أجل مطالب الحياة – جر عليها الهوان وكساها لباس الجوع والخوف.
إن الاتكالية والتسليم يورثان التخلف والجمود والذل والهوان? وهذه بدورها لا تجد لها أوعية أفضل من تلك العقول المغلقه? والحواسد المعطلة? والمواهب المطموسة.
إن ما أصابنا يا أبناء شعب حضرموت من هبوط بعد علو? وتوقف بعد حراك … لم يصبنا عرضا?ٍ ولا (خبط عشواء)? بل أصابنا نتيجة علل دفينه? وأمراض جمة .. وهذا ما يستلزم الدراسة والتأمل والمراجعة فنحن شعب حضرموت بمختلف فئاته وحدنا وراء هذا الانهزام والتردي والتقهقر ومثلما تسأل المنهزمون في معركة أحد …كيف ? ولماذا ? .. جاءهم الرد فقيل لهم.. {أ?ِو?ِل?ِم?ِ?ا أ?ِص?ِاب?ِت