تفكيك آخر إمارة للقاعدة في اليمن ومقاتلوها يتواعدون على مواصلة “الجهاد” بالخارج
وافق تنظيم القاعدة على إخلاء معقله الرئيسي في محافظة شبوة بجنوب اليمن بعد نجاح وساطة قادها شيوخ قبليون? في تأكيد جديد على هزيمة التنظيم أمام الضربات القاصمة التي تلقاها من القوات النظامية مدعومة استخباريا ولوجستيا من قبل الولايات المتحدة والملكة العربية السعودية.
غير أن التنظيم يحاول فيما يبدو التعويض عن هزيمته الميدانية بالعودة إلى اسلوب الاغتيالات? حيث اتهمت السلطات اليمنية الأحد تنظيم القاعدة باغتيال مسؤول أمني كبير في مدينة المكلا بجنوب البلاد.
وقال مصدر أمني يمني ان تنظيم القاعدة زرع عبوة ناسفة أمام بوابة مركز الشرطة بمنطقة روكب بمدينة المكلا عاصمة حضرموت ما تسببت في مقتل مدير المركز العميد أحمد الحرملي.
ومن جهة أخرى قال مسؤول محلي يمني? ان “عناصر انصار الشريعة وافقوا على الخروج من عزان بطريقة سلمية”.
وعزان مدينة في محافظة شبوة الصحراوية الجنوبية اعلن فيها التنظيم “امارة” ويعتقد ان المئات من مقاتلي القاعدة الفارين من محافظة ابين المجاورة التي حررها الجيش? قد لجأوا اليها.
وذكر المسؤول ان “انصار الشريعة”? وهو الاسم الذي تتخذه القاعدة في جنوب اليمن? “طلبوا مهلة ثلاثة ايام لانجاز الانسحاب من المدينة”.
واشار المسؤول بالفعل الى ان المئات من المقاتلين “بدأوا منذ السبت الانسحاب من عزان باتجاه مناطق اخرى”.
وافاد شهود عيان ان مركبات تقل المقاتلين مع اسلحتهم وامتعتهم الشخصية شوهدت تخرج من عزان? وبعضها اتجه نحو محافظة مأرب شرق صنعاء وجبال الكور الواقعة بين شبوة وابين? وبعضها الآخر اتجه نحو محافظة حضرموت شرقا.
ويأتي ذلك بعد ان نجح الجيش اليمني في الايام الاخيرة في تحرير محافظة ابين الجنوبية من تنظيم القاعدة? وخصوصا مدينتي زنجبار وجعار اضافة الى مدينة شقرة الساحلية التي انسحب منها المتطرفون الخميس.
وكانت القاعدة استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن.
وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 ايار-مايو بهدف استعادة بلدات ومدن ابين التي وقعت في ايدي القاعدة خلال العام الماضي.
ومنذ بدء الحملة? قتل 567 شخصا طبقا لارقام وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 429 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا و29 مسلحا تابعين للجيش و34 مدنيا.
ومع سيطرته على شقرة? اصبح الجيش يسيطر على كل محافظة ابين الجنوبية تقريبا.
وكانت مدينة عزان شهدت السبت نزوح المئات من سكانها مع ظهور بوادر انتقال المواجهات اليها بعدما سيطر الجيش اليمني على محافظة ابين الجنوبية المجاورة.
وكان مئات من مقاتلي القاعدة انسحبوا من مدن محافظة ابين خلال الاسبوع الماضي نتيجة اشتداد المعارك مع الجيش إلى مدينة عزان في محافظة شبوة.
واصبح الجيش اليمني يسيطر في شكل شبه كامل على محافظة ابين الجنوبية بعد استعادته اخيرا زنجبار وجعار اكبر مدينتين سيطر عليهما انصار القاعدة منذ نحو عام? اضافة الى مدينة شقرة.
وقال سكان ان “مئات من سكان بلدة عزان ثاني اكبر مدن المحافظة بدأوا بالنزوح الى أماكن آمنة منها عتق عاصمة شبوة والصعيد والروضة وحضرموت خوفا على حياتهم وخصوصا ان سلاح الجو اليمني بدأ قبل ايام بشن غارات جوية واخرى لطائرات بدون طيار مستهدفا احياء” عزان.
ويسكن مدينة عزان نحو عشرة الاف شخص.
ووزعت جماعة “انصار الشريعة” التي يحمل تنظيم القاعدة اسمها في جنوب اليمن منشورا صباح السبت في مدينة عزان أكدت فيه حرصها على حقن الدماء.
واورد المنشور “حرص انصار الشريعة على حقن الدماء وتجنيب اهالي عزان الدمار وان المفاوضات جرت لتسليم عزان بطريقة سلمية على ان يتم حفظ والأمن والسلام فيها”.
واضاف ان “انصار الشريعة يعدون العدة للخروج الى خارج اليمن لتنفيذ وصية الشيخ المجاهد أسامة بن لادن لضرب كل المصالح الاميركية والصليبية والمتعاونين معهم”.