جمعية علماء اليمن والفتاوى الجاهزة!
إن الناظر إلى حالنا في اليمن والتقلبات التي تطرى عليه بين الحين والأخر, تصيبه الدهشة . فكثير من المجتمعات الإسلامية في كثير من الدول عندما تصيبها مثل هذه النوازل تتضرع إلى الله بالسلامة وتلجأ إليه ليرفع مابهم من ضر . ومن حكمته سبحانه أن جعل الأنبياء يسترشد بهم في مثل هذه الظروف ? ثم جعل لهم ورثة بعد موتهم ليسترشد بهم الناس والأمة ? إنهم العلماء ورثة الأنبياء فالأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهم وإنما ورثوا علما ينتفع به بعدهم.
هذه هي الحقيقة ? وهذا هو دور العلماء بعد الأنبياء تنوير الأمة? وقيادتها إلى الحق مهما كانت العواقب “وسيد الشهداء عالم قال كلمة حق أمام سلطان جائر فقتلة” . إنهم العلماء الذين لا يبحث الناس عنهم لأنهم في الأصل بينهم يعيشون واقعهم يألمون لألمهم . فما من محنة إلا ويجدونهم في المقدمة يوجهونهم ويقفون أمام الظالم بكلمة الحق ? لا يحابون ولا يداهنون ولا ينافقون .فالدين كبير بكبر مواقف العلماء وعزيز بعزتهم وكما قيل ( يصغر الدين إذ صغر رجاله ويهان العلم بقدر هوان العلماء) .
والسؤال الذي يطرح نفسه أين علماء اليمن ? لماذا لا نراهم إلا (بفتاوى) أو قل بيانات سياسية على هوى طرف معين وفي ظروف معينة ? بيانات ظاهرها فيها الفتوى وباطنها المصالح المتبادلة .
قبل الوحدة (المقتولة) خرج مجموعة من علماء الشمال معارضون لهذه الوحدة باعتبارها وحدة مع بلد شيوعي اشتراكي وأفتوا بحرمة هذه الوحدة ? ثم بعد تحقيقها ذاقوا حلاوة الثروات? وأ?ْعلن فك الارتباط مع الشمال ليظهر نفس العلماء بفتوى أخرى هي قتال أهل الجنوب لأنهم اشتراكيون وكفرة وانفصاليون ووقعت الحرب المقدسة التي احرقوا فيها الأخضر واليابس ونهبوا فيها البر والبحر بمباركة من علماء اليمن .لتستمر هذه الحرب إلى يومنا هذا .
وهاهم قبل أيام يفاجئونا بفتوى جديدة أو بيان ( يوجبون فيه الوحدة وإنها من الدين ولا يجوز فك الارتباط وتخوين من يدعوا إلى ذلك وأنها وحدة مصير وخط أحمر وووو …….إلخ . وأن للجنوبيين حقوق سيسعون لتحقيقها ) .
هنا أتساءل .. ما سر? هذه الفتوى في هذا الوقت هل أعلن الجنوبيون إسلامهم?!! فهو شيوعيون كما كان يصنفهم علماء الشمال قبل الوحدة ? فما الذي حصل حتى يصر? نفس العلماء الرافضين للوحدة على وجوبها اليوم . بل واعترفوا بقضية الجنوب ..
وشر البلية ما يضحك .. اليوم وبعد 22 سنة من الظلم والنهب ? وسبع سنوات من الحراك وآلاف الشهداء والجرحى ومليارات الريالات المنهوبة ? اليوم فقط عرفتم واعترفتم أن للجنوب قضية وحقوق . أينكم يا علماء اليمن قبل ذلك? أينكم عندما سلبت الأرض ونهبت الثروة وطمست الهوية ?
تلك الأيام كان الجنوبيين صابرون محتسبون يطالبون بتسوية أوضاع 70 متقاعد فقط فكابرتم وعاندتم وغرتكم كثرتكم . وتساهلتم بحلم الجنوبيين وظننتم أنه خوف وجبن.
فلماذا هذه الفتاوى المفصلة بمقاييس خبيثة ? أين دوركم منذ?ْ حرب 94م لم أرى بيانا?ٍ واحدا?ٍ?ِ أو فتوى واحدة فيها تواقيع العلماء لشجب واستنكار مجاز الجنوب ونهب ثرواته طوال 22 عاما?ٍ ? أين هم طوال هذه المدة ? أم أن المصلحة لا تدعوا إلى الفتيا تلك الأيام .
كم اخجل عندما أرى فتاويكم على الجدران والتواقيع تملأها بأسماء أناس ليس لهم من العلم شيء وبعضهم لصوص جمعيات خيرية وبعض من العلماء الموقعين يقولوا لا علم لنا بهذه الفتوى وإنما اخذوا توقيعنا من فتوى مقاطعة البضائع الدنمركية والصقوه في هذه الفتوى.
فتقوى الله يا ورثة الأنبياء وقولوا كلمة الحق في وقتها ومكانها ففي عاتقكم أمانة ستسألون عنها لأنفسكم ولن يدا?ف?ٍع عنكم حينها حزب أو شيخ أو قبيلة .. والله من وراء القصد .
– عدن الغد