ألم تتضحِ الصورةُ بعدُ!!
بقلم/ الشيخ موسى المعافى
منذ مساء الخميس ٢٦ مارس ٢٠١٥ ميلادية وإلى ساعة تحرير هذه السطور، وطيران دول تحالف البغي والعدوان بسماوات يمننا الغالي يدور.
ينتهك سيادة وطننا ويرتكب أشنع الجرائم الإنسانية بحق شعبنا اليمني المظلوم المقهور.
مذ أول ليلة باشر فيها تحالف الشر بقيادة بني سعود عملياته العسكرية على كُـلّ شبر من أراضينا اليمنية، منذ ذلك الحين وإلى ساعة كتابة هذه السطور والنظام السعوديّ ومن ساعده يهدم في اليمن بنيان رب البريه، ويجري أنهاراً من دماء اليمنين الزكية.
مذ بداية هذا العدوان وحتى اللحظة وما خجل العرب من ظلمهم ولا خافوا من الواحد القهار، ولا اعتبروا بما حَـلّ بالظالمين قبلهم من الخزي والبوار، ولا انتهوا عن الغي وَالبغي والاستكبار، ولا كفوا عن ما يلحقونه بوطننا وشعبنا من هذا الخراب والدمار.
وكيف يكفون عن ذلك وما هم إلَّا أدوات رخيصة لليهود والأمريكان؟!
من واشنطن.. من البيت الأبيض.. أعلنت آل سعود بدءَ حربها على يمن الإيمان، وبالطائرات الإسرائيلية والأمريكية باشرت أشنع وأبشع عدوان.
وَرغم ضعف قوتنا!.. رغم قلة حيلتنا!.. رغم هواننا على إخوتنا!..
التف كُـلّ الشرفاء في وطننا الغالي حول قيادتهم، وسمت أوطاننا على جراحاتها، وانتصرت جموعنا الأبية لمظلوميتها،
ومن رحم المعاناة ولد اليماني من جديد..
بإيمانه.. بحكمته.. بفقهه اليماني..
وتساقطت بعاصف هذه المحنة المرتزِقة والعملاء والمنافقون والخونة تماماً كأوراق الخريف، وأشرقت شمس زمن تكشفت فيه الحقائق، وتميز فيه المؤمن الحق من العميل الخائن المنافق، فسارع اليماني إلى معية ربه العظيم فكان في مضمار السباق سابق، ووقف المجاهد الصابر المحتسب الصامد أمام كُـلّ قوى العالم ولسان حاله يردّد:
وجدنا (الله) حين أضعتموه
أيا دول التحالف فاسمعوه
خطاباً بالدم اليمني خطت
سطور الحق فيه لتفهموه
هنا اليمنُ المجيدُ وإن جهلتم
سلوا التاريخَ عن وطني سلوه
سلوه عن الشجاعةِ في رجالٍ
لكم صرعوا المُحَالَ وأخضعوه
سلوه عن الصمود وَعن ثباتٍ
غداً لفظاً وأهلي جسدوه
أياً دولُ التحالف لو عرفتم
حقيقة شعبنا لم تقصفوه
صنعتم موتكم بمساء غدر
قصفتم فيه من لم تعرفوه
قصفتم يا ذوي الأحقاد شعباً
بهمته سينهي قاصفوه
بغيتم فاقطفوا ثمرَ اعتدائكم
وكأس الموت من يدنا اشربوه
أجزمُ اليومَ يا سادتي القراء أن دولَ تحالف الشر قد باتت تعلم أنها (ودفت)!! وأن قوى الاستكبار بدعمها لذلك الصلف تورطت! وأن الشعلة التي أرادوا أن يطفئوها كبرت!
فاللهُ متمٌّ نورَه ولو كره الكافرون.
وهنا أتساءل: ألا زال هنالك من يسأل: لمن ستكون الغلبة!!؟
وأجيب هذا المرتاب فأقول: إن كنت صادقاً في إيمانك فبين يديك القرآن وفيه ما يغنيك عن السؤال!!
في الآية ٢١ من سورة المجادلة (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، فمن يستطيع أن يغير هذا الكتاب؟
، في الآية ١٣٧من سورة الأعراف (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ ومغَاربَها) فمن يستطيع أن ينتزع هذا الإرث؟
وفي الآيتين ١٧١ – ١٧٣من سورة الصافات (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) فمن يستطيع أن يؤخر هذه الكلمة؟
وَفي الآية ٥ من سورة القصص (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) فمن يستطيع أن يرد هذه الإرادَة؟
وفي الآية ٣٢ من سورة التوبة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فمن يملك القدرة على إطفاء نور الله؟
وَفي الآية ٥٥ من سورة النور (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) فمن يستطيع أن يكذب هذا الوعد أَو أن يوقف إنفاذه؟
هذا كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد..
فقط تأملوه!
وأمعنوا النظر في آياته وتدبروه!
وفي سويداء قلوبكم احفظوه، وَلست أدري.. ألم تتضح الصورة بعد؟!
إن اتضحت الصورة لدى المرتابين وإلا انتظروا وإنا معهم منتظرون؟!