ثم ماذا يا قوى العدوان؟!
بقلم/ جبران سهيل
المحتلُّ “الإسرائيلي” الذي يقفُ في الصَّفِّ المعتادِ عليه، صَفِّ الباطل الساعي لضربِ الأُمَّــة والأحرارِ فيها وخلال حربه على المقاومة الفلسطينية في غزة أَو ضد حزب الله في لبنان ما أن يدركَ استحالةَ تحقيق أهدافه يبادرُ بإيقافِ عملياته من طرف واحد معلناً الهزيمةَ في مراتٍ كثيرة.
لكن في عدوان المعتدين على اليمن وجدوا أنظمةً خليجيةً غبيةً تستمرُّ وتواصلُ قصفَ اليمن للعام السابع، دافعين ضريبةً كبيرةً في حرب عبثية للعام السابع، أكثر من نصف تريليون دولار هو ما أنفقته السعوديّة في حربها على اليمن، حسب تقاريرَ دولية سابقة.
أمريكا وحدَها ومن خلفها “إسرائيل” وفرنسا وبريطانيا ودول أُخرى، هم المستثمرُ لهذا الغَباءِ الخليجي المزمِن، وهم الرابحُ الأكبرُ من هذه الحرب المنسية، غباء وأحقاد متجذرةٌ على مر التاريخ متمثلة في أنظمة عميلة كحال النظام السعوديّ والإماراتي ورغم فشلهم في اليمن وكشف حقيقة زيفهم وخداعهم ومخطّطاتهم وتبخر أحلامهم، تحت إرادَة اليمنيين الصلبة، إلا أنهم للغباء والعبث عنوانٌ على مر الأزمان.
لم يعتبروا من الأحداث ولم يتعلموا من الدروس، وكلما اتضح لهم فشلُهم في اليمن أكبرَ كلما ازدادوا ضياعاً وفشلاً وزاد ظلمُهم وَإجرامُهم، وبدلاً عن البحث عن حلولٍ للخروج من المستنقع اليمني وجحيمه الذي التهمهم وَالتهم أدواتهم ومرتزِقتهم وأموالهم في شراء السلاح الصفقة تتلوها صفقاتٍ في محاولة بائسة لكسر إرادَة شعب يأبى اللهُ له ذلك ويبقى مواجِّهاً لهم بكل صبر وصمود لا مجالَ في قاموسه للهزيمة والانكسار.
يقصفون المقصوفَ ويدمّـرون المدمّـَر أصلاً، ويعلنون في كُـلّ مرة عن استهداف مخزَنٍ إما للصواريخ الباليستية أَو الطائرات المسيَّرة، التي ترهقتهم وتقُضُّ مضاجعَهم في عُقر دارهم، تلك أعلن عنها تحالفُهم في الساعات الأولى منه أنهم دمّـروها بنسبة تفوق 90 %، وبعد سبعة أعوام تزدادُ اليمنُ قوةً وتظهرُ هذه الحقيقةُ المُرة للعالم، ويتضح أنهم لم يستهدفوا سوى بيوتِ ومساكنِ الآمنين والنتيجةُ جرائمُ طالت الأبرياءَ، منهم أطفالٌ ونساءٌ وبُنية تحتية ومقومات وطن، ستبقى عالقةً في أذهان أجياله وسينتقمون لكُلِّ هذا العبث والإجرام في حق وطنهم.
قبلَ أَيَّـام استهدفت طائراتُ العدوان منشآتٍ وجسوراً وطرقاتٍ بقلب العاصمة صنعاء، وبعد ذلك استهدفوا بيوتَ المواطنين العُزَّل في محافظة المحويت وراح ضحيةَ هذا الإجرام أطفالٌ ونساءٌ دون ذنب، وكانت المشاهدُ مؤلمةً جِـدًّا والانتقامُ لأرواح هؤلاء الضحايا سيكون أكثر إيلاماً للعدو المتغطرس الذي لا يريدُ أن يتعقَّلَ أَو يفهمَ ما معنى ذلك بالنسبة لأحرار اليمن.