العدوانُ ونوباتُ السقوط الأليم
بقلم/د. مهيوب الحسام
لم يأتِ حينٌ من الدهر على العدو الذي يشن عدوانه الإجرامي غير المسبوق على الشعب اليمني العظيم طوال سبع سنوات أن عاش ما يعيشُه اليومَ من حالةِ اليأس وموجةِ التخبط؛ نتيجةً لأهوال هزائمه الميدانية وصدمة بات يكابدها اليوم واقعاً في اليمن.
رُدت عاصفةُ حزم عدوانه إلى نحره بإعصار بدّد أحلامَه وعصف بأطماعه وبعثَر مخطّطاته ونثر مشاريعَه في مهب الريح، وهَـا هي اليوم تعصف بحاضر أدواته ومستقبلِها ومستقبله الوجودي في المنطقة وكيانه الغاصب لفلسطين.
إن ما يقوم به أصيلُ العدوان بأدواته اليوم من غاراته وقصفه الهستيري على المدنيين والأعيان المدنية في العاصمة صنعاء وغيرها هو تصعيدُ اليائس المفلس وإيغالٌ في الإجرام مقرباً لأجله وهو استيفاء لموجبات هزيمته النهائية التي لا يستطيع تفاديَ نتائجها وتداعياتها عليه أَو تجنيب أدواته التنفيذية منها، وهو من يدفع بها نحو هذه النهاية التي غدت متجهاً إجبارياً لها بهذا التصعيد والمغامرة غير المحسوبة وستمضي في هروبها للأمام؛ خوفاً من استحقاقات وتداعيات وقفِ حربها العدوانية داخلياً وخارجياً، لذا ستمضي بعدوانها للأسباب التالية:
أولاً: أن ما يعيشه نظام كيان العدوان السعوديّ من أزمةٍ داخلية على مستوى الأسرة وعلى مستوى الشعب تضطرُّه وبدفع من أصيله الاستمرار بعدوانه حتى هزيمته النهائية؛ لذا سيمضي في التصعيد دون حساب لنتائجه العكسية عليه؛ هروباً للأمام.
ثانياً: حاجة الأصيل لمزيد من الحَلْبِ، سواء بيع الأسلحة أَو إتاوات الحماية، تدفع الأدوات للتصعيد حتى يجف الحليب ويقوم بذبحها والذبح هو تقسيم المملكة وتفتيتها وتمزيقها تحقيقاً لمخطّطه في تنفيذ مشروعه “الشرق الأوسط الجديد” والذي يهدف لحمايةِ كيانه الصهيوني وتحقيقِ حُلم “كيان إسرائيل الكبرى”.
ثالثاً: تفتيت المملكة يتيح للإنجلوصهيوأمريكي وتحت راية وعباءة أمريكا الاحتلالَ المباشر؛ بذريعة الحفاظ على المصالح الأمريكية والعالم وحماية منابع الطاقة، وإذكاء الفتن المذهبية والمناطقية وإخلاء الساحة الداخلية لجماعاته الإخواوهَّـابية المصنوعة على عينه ومشتقاتها الإرهابية من القاعدة وداعش، وذلك لشرعنة الاحتلال، وتُضيفُ للذريعتين آنفَي الذكر ذريعةً أُخرى هي محاربة الإرهاب وفوبيا الأخطار الوهمية المتوقعة من أعداء خارجيين سيدفع الأصيل بأدواته للاستمرار بعدوانها رغم أن عدوَّها الخارجي الحقيقي هو الأصيل نفسه.
رابعاً: ومن خلال هذه السيطرة الأمريكية المباشرة على أرض الحرمين التي غرضُها تدويلُ البر والبحر والجو والثروة ليتم تنصيب أئمةً للحرم يفتون بإعادة اليهود لأماكنهم التي طُردوا منها في المدينة المنورة وغيرها ويكتملُ احتلالُهم وسيطرتُهم على الكعبة ومكةَ والمدينة رغم وجودِهم الفعلي كأُسرةٍ حاكمةٍ وُجدت لتنفيذ هذا المشروع وإن كانت لم تستطع أن تستديرَ الاستدارةَ الكاملةَ حتى الآن.