لا اقسم بهذا البلد
مسكين?َ هو الدبلوماسي الأجنبي الذي يقوده حظه العاثر لأن يمثل بلاده في اليمن, ومثله أيضا?ٍ الأجنبي الذي يجعل نفسه مراقبا?ٍ ومختصا?ٍ بالشأن اليمني.
ظواهر غريبة في اليمن, عصية على كل النظريات السياسية والاجتماعية والعسكرية والمدنية والقانونية والثورية, ولا أعلم كيف يفكر هؤلاء عندما تواجههم إحدى هذه الظواهر? وكيف يحللونها?
ما الذي يفكرون به عندما يرون السلطة والمعارضة ورموز الثورة ورموز النظام جميعهم عملاء للدولة ذاتها?
ما الذي يفكرون به عندما يستمعون أو يقرؤون في وسائل الإعلام اليمنية عن رئيس الوزراء “المعارض”?
ما الذي يفكرون به عندما يشاهدون كيانا?ٍ اسمه “الجيش الحر”? ويطالب الآخرين بإنهاء الانقسام في الجيش?
ما الذي يفكرون به عندما يشاهدون قائدا?ٍ عسكريا?ٍ يدعي وقوفه مع الشرعية الدستورية? في حين أنه يرفض تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيش?
ما الذي يفكرون به عندما يرون يساريا?ٍ يدافع بشراسة عن المنظومات الدينية والقبلية المتخلفة?
ما الذي يفكرون به عندما يستمعون إلى شخصية حائزة على جائزة للسلام? وتطالب بإعدام أشخاص? ولا تعتبر شهيدا?ٍ إلا من كان من حزبها?
ما الذي يفكرون به عندما يرون رجال الدين يقسمون اليمنيين المسلمين إلى دماء معصومة وأخرى غير معصومة?
ما الذي يفكرون به عندما يرون مجموعات تقطع الطرقات داخل المدن وخارجها? ويزعمون بأنهم يطالبون بدولة مدنية?
ما الذي يفكرون به عندما يستمعون إلى حزب يطالب بالإفراج عن معتقلين, بينما وزيرا العدل والداخلية من أعضاء هذا الحزب نفسه?
ما الذي يفكرون به عندما يشاهدون من ورثوا مشيخات ومعسكرات ونفط وجامعات آبائهم? ويطالبون بمنع التوريث عن الآخرين?
ما الذي يفكرون به عندما يرون أن المناطق الأكثر أمانا?ٍ واستقرارا?ٍ في البلد هي تلك التي يسيطر عليها من يوصفون بالمتمردين?
ما الذي يفكرون به عندما يرون كل الأطراف النافذة (في النظام وفي الثورة) تتستر على التحقيقات في أكبر 3 جرائم عرفها البلد?
ما الذي يفكرون به عندما يرون المواطن اليمني يثور ويحتج ويتضامن مع كل شيء, إلا مع نفسه? ومع ما يفيد حياته المعيشية الكريمة?