م?ذ?ِج?ِة التعليم.. نعمة أو نقمة
استبشر الجميع خيرا?ٍ ورقصت الأفئدة طربا?ٍ لهذا المشروع الضخم? ور?ْف?عت الأيادي لتباركه? وهمس البعض (نجحنا)? في حين غص?ت به حلاقيم آخرين ((ق?ْل? م?ْوت?ْوا ب?غ?ِيظ?ك?ْم?))? انطلقت السفينة تشق? ع?ْباب العقبات? وتمخر أمواج الصعوبات? وقطعت أشواطا?ٍ وأشواطا?ٍ في سبيل الهدف المنشود وما زالت.. وحققت ما بهرت به العقول… حتى غدت حلما?ٍ يسعى له الجميع? طلاب? معلمون? أولياء أمور… إلى حارس البوابة… ولا غضاضة في ذلك ولا غرابة…
مضت سنوات والص?يت الحسن يدو?ي في آفاق حضرموت.. وأقبل الطلاب زرافات ووحدانا?ٍ من كل حدب وصوب? وكلهم أمل?َ في الانتساب لهذا المحضن (النموذجي) العملاق? ولا غ?ِر?و? فقبل مجيء الطالب يرفرف في أمله? وي?ِح?د?ْوه شوقه إلى الثانوية كان ث?ِم?ِ? من ي?ِع?د?ْه ويمن??يه? يشد? على يديه? ويخبره أنها أمله (الوحيد)? وطريقه لبناء مستقبله? وي?ِع?م?د?ْ بدوره ي?ِكيل -غير?ِ مطف??ف?ُ- للثانويات الأخرى القدح?ِ والتجريح? ويبث?ْ?ه المثالب?ِ والعيوب? وأن?ها لا تصلح له ولا يصلح لها? وكأني به نسي أو تناسى أن?ِ? هناك عقبة كؤودا?ٍ كانت في انتظار فلذة كبده? وأن?ه يمكن أن لا يجوز?ِها? لم يكن ليخطر له على بال أين سوف يتوج?ه بعد ذلك?!! نعم.. وقد سعى بكل ما أوتي من قوة وبراعة في القضاء على كل بارقة أمل موجودة لديه… جد?َ? ونشاط وحيوية وطموح ينتهكها – على حين غرة- إحباط وقنوط .. فيغدو حينها إلى حيث لا يريد? ولا يريد له مجتمعه ولا م?ِن? حوله? وهناك تدرك الخيبة م?ِن? بات يجهد نفسه في اللعب بثنائية المدح والذم.. وي?ْله?ِم?ْ حينها أن? ليس هنا نهاية المطاف.. فهناك ثانويات ومدارس أخرى ذات جودة وكفاءة و… ويظل يهجس في خاطره.. “لي?س?ِت? بالضرورة”.. على أمل أن يجد متنف?ِ?سا?ٍ لما يعانيه وهو يراه يغدو على مضض قد ترد?ى زي? الإحباط وتأب?ِ?ط قراطيس اليأس.
وهنا أجدني مضطرا?ٍ للتوجه بالحديث إلى كل من يهم?ه الأمر وي?ِعنيه في نقاط ومحطات مقتضبة:
• إن? سر الن?جاح والتقد?م منوط بالتعليم وجودته فليبذل في سبيل ذلك الغالي والرخيص.
• إن? إنشاء صرح نموذجي لطلاب الثانوية كان –منذ زمن- فكرة تدور بخلد بعض مريدي النهضة والخير بهذه البلاد? وها هي بحمد الله قد تحققت وظهرت ثمارها.
• إن? محضنا?ٍ نموذجيا?ٍ واحدا?ٍ بدا غير?ِ كاف?ُ لاستيعاب الطلاب ذوي المؤهلات والدرجات العالية? إذ ي?ْقص?ِى عدد كبير منهم لا لشيء سوى أن? مقاعد الدرس عجزت عن استيعابهم.
• ضرورة السعي الحثيث لإنشاء محاضن أخرى تربوية? ولو من الدرجة الثانية? تسهم بدورها في تلبية حاجة الطلاب المتميزين الذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالثانويات من الدرجة الأولى في المنطقة.
• إن? الإشادة بنجاح وتقد?م محضن?ُ ما من المحاضن التربوية لا يعني خلوه من السلبيات? كما لا يعني أن? غيره من المحاضن لم تنل حظ?ِ?ها من النجاح? بقدر ما هو دعوة للارتقاء والتقدم.
• دعوة القائمين على الثانوية إلى قبول أكبر عدد ممكن من الطلاب? والتخفيف قدر الإمكان من بعض الشروط التي قد يبدو الغرض منها تقليل العدد لا غير.