نكون أو لا نكـــون!
بقلم/أحمد يحيى الديلمي
في غمرة الفعاليات الكبيرة لإحياء أسبوع الشهيد الذي يعبر عن اهتمام القيادة والشعب بالأبطال الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل حرية واستقلال وسيادة هذا الوطن ، في هذه الأثناء جاء العدو الحقير ليبث الرعب في نفوس أبناء الشعب من خلال توجيه ضربة قوية على مطار صنعاء الدولي، هذه الضربة أكدت – بما لا يدع مجالا للشك – حقارة وخسة هذا العدو الذي يمعن في خدمة أعداء الأمة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ، فمطار صنعاء المنفذ الجوي الأساسي كان نافذة لليمن تم إغلاقه منذ 2016م، وتحول إلى مطار خاص لطائرات الأمم المتحدة ، لم يعد أحد يستفيد من اليمنيين من خدماته سوى سماسرة الأمم المتحدة والهيئات الدولية الذين يعطون اليمنيين الفتات وينعمون بكل ما يحصلون عليه من أموال باسم اليمن ، وهذا هو شأن هذه المنظمات التي تضحك على العالم ويصدقها الكثيرون بأنها تنقذ الملهوفين في العالم وتحمي حقوق الإنسان وتصون الحريات وكلها خزعبلات وفصول درامية من الكذب والبهتان لأنها فعلا تقدم أشياء لا تُذكر ولكن بعد أن تأخذ الإذن من أمريكا، فأمريكا هي الأمم المتحدة والأمم المتحدة أمريكا ، المهم أننا بعد هذا الموقف الإجرامي الخبيث من وكلاء العدوان الرئيسي الممثلين في نظام آل سعود وآل زايد الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتحولوا إلى دهاقنه لأعداء الأمة المعروفين وبقية الدول المتعاونة مع ما يسمى بالتحالف العربي .
وأنا أشاهد ما حدث في مطار صنعاء من دمار وخراب أيقنت أن الحقد والكراهية هما من يحركان هؤلاء الأعداء وأن العداء في الأساس حضاري يستند إلى الشعور بالنقص نتيجة الفارق الحضاري بين هذا الشعب وتلك الدول الطارئة على الحياة ، وبالتالي فإننا نتوقع منهم أي شيء وأن يأتون على كل شيء في هذا البلد، الإنسان والشجر والحجر ولذلك أوجه عدة رسائل كالتالي :
الأولى : إلى قائد الثور ة :
سيدي القائد : لقد تجاوز المعتدي كل حد ولم يبق لديه أي شيء من الأخلاق والمبادئ وبالتالي لم يعد هناك أي مجال للتفاوض أو السلام، وكما قلت في خطابك الأخير نحن فعلا ننشد السلام لكن نرفض الاستسلام والإذعان لإرادة الأعداء المهينة، لأن حريتنا دين وكرامتنا إيمان، وأننا شعب نعشق الشهادة ولا نبخل بدمائنا على الوطن ولا يمكن أن تؤثر فينا مثل هذه الأعمال غير المسؤولة المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية، فهي تحرم ضرب مثل هذه المواقع ، لكن كما يقال ( يا فصيح لمن تصيح ) إذا كانت أمريكا هي العدو المباشر والمغذي بأسلحة الدمار لهذا المعتدي وهي من تسير أمور المنظمات الدولية وفي المقدمة الأمم المتحدة ، إذاً فإن الشكوى لغير الله مذلة ، نحن ليس أمامنا إلا المقاومة والتصدي وعدم الركون على غير الله سبحانه وتعالى وسواعد المجاهدين الأبطال الذين يمرغون أنف المعتدين في التراب.
الثانية : إلى آل سعود وأبناء زايد :
أنتم تتباهون بضرب إخوان لكم في الله، وحدّكم الإسلام واحتضنتكم العروبة ويجب أن تكونوا صفا واحدا في مواجهة المعتدين، لكن صدقوني مهما طبعتم ومهما تقربتم إلى هؤلاء المعتدين فإن دوركم سيأتي لن يكتفوا بأن يحولوكم إلى أحذية ينتعلونها متى شاءوا لكنهم سيمرغون أنوفكم في التراب وتتحولون من بقرة حلوب – كما قال سيئ الصيت ترمب – إلى دُمى يحركونها كيفما يشاءون ومتى ما شاءوا والعزة لن تكون إلا وأنتم إلى جانب إخوانكم متمسكين بهوية العقيدة وتلاحم العروبة ،هذا إن كنتم عرباً فعلا أما غير ذلك فإن الشر سيداهمكم وأن تحولتم إلى عبيد للعدو وسكت عنكم فإن صبر شعوبكم لن يطول وسيترك الحبل على الغارب وتسقط عروشكم إن شاء الله .
الثالثة : إلى أبناء شعبنا المتخاذلين :
لم يعد هناك وقت للتخاذل والحياد، لابد أن نكون جميعا في مقدمة الصفوف نصد هذا المعتدي الحاقد قبل أن يتعاظم الطوفان ويأخذ العالي والواطي ويأخذ كل شيء أمامه ( اللهم هل بلغت اللهم فاشهد )، وكما يقال “أصبحنا أمام خيار واحد لا ثاني له، إما أن نكون أو لا نكون” .
والله من وراء القصد ،،