نص التقرير الذي قدمه جمال بن عمر لمجلس الأمن حول اليمن
السيد الرئيس –
1- دخلت العملية الانتقالية السياسية في اليمن مؤخرا شهرها السادس منذ توقيع اتفاق المرحلة الانتقالية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في الرياض. وقطع الجانبان اليمنيان شوطا كبيرا في تنفيذ هذا الاتفاق وقرار مجلس الأمن 2014. وقد ضم?ِن تشكيل?ْ حكومة وحدة وطنية وبدء إعادة هيكلة القوات المسلحة وإجراء إنتخابات رئاسية بتأييد شعبي واسع في شباط/فبراير? انتقالا سلميا للسلطة وشك?ِ?ل دليلا على النجاح في إنجاز الفصل الأول من المرحلة الانتقالية في اليمن. وتشير هذه الخطوات? إلى جانب بدء التحضيرات الأولية التي جرى القيام بها مؤخرا لمؤتمر الحوار الوطني الشامل? إلى أن العملية الانتقالية في اليمن لا تزال على المسار الصحيح إلى حد بعيد .
2- لقد أظهر الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ توليه منصبه قيادة قوية وعزما صلبا في إدارة دفة البلاد خلال المرحلة الانتقالية. فقد واصل الرئيس القيام بخطوات هامة للمضي في المرحلة الانتقالية. ولقيت جهوده تأييدا واسع النطاق وحسن نية من قبل اليمنيين. فبدأ في هذا السياق عملية إصلاح الجيش والأجهزة الأمنية بإصدار عدة مراسيم أعلن فيها تعيينات القادة في مناصب جديدة. وأحرزت لجنة الشؤون العسكرية المنشأة بموجب اتفاق المرحلة الانتقالية تقدما كبيرا في نزع سلاح المدن رغم العديد من الصعوبات. كما أزيلت معظم حواجز التفتيش والمواقع القتالية في صنعاء وتعز .
3- ورغم ذلك? فإن العملية الانتقالية في اليمن تجري في ظل هواجس أمنية خطيرة وأزمة إنسانية غير مسبوقة وعدد من النزاعات التي ما زالت تتطلب تسوية. إن الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية ضيق جدا وما من وقت لإضاعته. ومن أهم التحديات التي يواجهها اليمن بسط سلطة الدولة في بيئة يهيمن عليها عدد كبير من الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية المتنافسة على السلطة. وما زال تنظيم القاعدة على وجه الخصوص يشكل تهديدا كبيرا. ومع ذلك? فإن جهود الرئيس هادي لمكافحة تقدم تنظيم القاعدة في الجنوب وأماكن أخرى بدأت تؤتي ثمارها .
– 4- وخلال بعثة المساعي الحميدة الحادية عشرة التي قمت بها إلى اليمن من 18 إلى 30 نيسان/أبريل 2012? أدى قرارا الرئيس هادي باستبدال كل?ُ من قائد سلاح الجو? محمد صالح الأحمر – الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صالح? وقائد الحرس الرئاسي? طارق صالح – ابن شقيق الرئيس السابق صالح? إلى نشوء حالات توتر. وأدى رفضهما تنفيذ تعليمات الرئيس بالانتقال إلى مناصب أخرى إلى نشوء وضع خطير. وخلال هذه البعثة? عملت بشكل وثيق جدا مع الرئيس هادي والتقيت مرات عدة الرئيس السابق صالح وابنه أحمد علي? قائد الحرس الجمهوري? للمساعدة في نزع فتيل المواجهة. وتمكنا أخيرا من الاتفاق على حصول التسليم? وقد شهدت شخصيا مراسم التسليم والتسلم في قيادة القوات الجوية واللواء الثالث. ولكن يؤسفني الإبلاغ أنه بعد مغادرتي البلد وحتى اليوم? لا يزال التحدي والمواجهة العلنيان يحولان دون تمكن العقيد المعين من الرئيس من تسل?ْ?م قيادة اللواء الثالث. وتجدر الإشارة إلى أن اللواء الثالث هو من أفضل الوحدات العسكرية في اليمن تجهيزا وأكثرها مواردا ويقع مقرها في جوار المجمع الرئاسي في قلب العاصمة صنعاء . –
5- وتدل هذه التطورات على أن أسباب التوتر ما زالت قائمة. ومن شأن الأعمال الهادفة إلى عرقلة جهود الرئيس هادي في إعادة تنظيم وضبط الجيش وقوات الأمن أن تحيد العملية الانتقالية الهشة في اليمن عن مسارها ويمكن أن تؤدي إلى حالة خطيرة من عدم الاستقرار. لذا يجب بذل كل الجهود لإبقاء العملية الانتقالية على مسارها الصحيح .
6 – ويمكن أن يشكل مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خطوة أساسية نحو تحقيق هذه الغاية. وفي حال الإعداد له بشكل جيد وكسب شرعية في نظر جميع الفرقاء اليمنيين كمنتدى لرسم الخطوط العريضة لمستقبل اليمن? يمكن أن يتحول إلى وسيلة هامة لترسيخ الديمقراطية وخلق دينامية سياسية إيجابية في اليمن نحو مزيد من الاستقرار والأمن . –
7- وترد العناصر الرئيسية لعملية الحوار الوطني في اتفاق المرحلة الانتقالية. وبناء على المشاورات مع جميع الفرقاء الوطنيين? تمكنا من تحديد عدد من المبادئ الرئيسية المقبولة من الجميع في ما يتعلق بالحوار الوطني: أولا?ٍ? أن يكون الحوار جامعا? أي أن تكون جميع الفئات المعنية من المجتمع اليمني ممثلة? بما فيها الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي والحوثيون وممثلو المجتمع المدني? بمن فيهم الفئات الشبابية والنسائية. ثانيا? أن تكون العملية قائمة على المشاركة الحقيقية? أي أن يكون لجميع المشمولين بالعملية رأي في تكوينها وطريقة سيرها? وأن يكونوا على ثقة من أن آراءهم ستلقى آذانا صاغية. ثالثا? أن يكون الحوار شفافا? أي إطلاع الجمهور على القرارات الرئيسية المتخذة بشأن جدوله الزمني وعضويته وجدول أعماله وأسلوب عمله. وأخيرا? أن يخرج الحوار بنتائج? أي أن ي?ْنف?ِ?ذ ما يصدر عنه تنفيذا كاملا . –
8- وفي 6 أيار/مايو? أصدر الرئيس هادي مر