انتصارات ديســــــــمبرية
بقلم/ دينا الرميمة
على الرغم من الهزائم العسكرية والفشل السياسي والأخلاقي الذي تعيشه دول تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن لا يزال قاداته يراهنون على أن قوة المال بإمْكَانها أن تصنع النصر وأن إسرافهم في ارتكاب الجرائم وإراقة الدم اليمني بإمْكَانه أن يخضع اليمنيون ويوهن صمودهم وما ذلك إلَّا لكونهم يجهلون قواعد الحرب وأخلاقياتها؛ كونهم يفتقدون للمبادئ والقيم الدينية والأخلاقية ولا يعون ما تعنيه الحرية والكرامة بل إنهم فقراء كرامة وحرية ما جعلهم يسقطون يوماً بعد آخر في وحل هذه الحرب التي ما زادت اليمنيين إلَّا قوة وصلابة مع طول أمدها، حَيثُ هم الآن على عتبات عام ثامن باتت فيه السعوديّة هي الخاسر الأكبر بينما هم قادوها بحنكة سياسية وعسكرية وأخلاقية كسرت رهان عدوهم على أنها لن تستمرَّ إلَّا أَيَّـاماً قلائل!!
تأكّـد هذا من خلال التصعيد الأخير والذي بلغ ذروته على العاصمة صنعاء وبقية المدن المحرّرة التي تشهد غارات ليل نهار يطال فقط منازل الأبرياء وأماكن رزقهم مخلفاً لضحايا مدنيين ودمار وحزن يتركه الراحلون بقلوب كُـلّ اليمنيين!!
فليس ثمة شعور أنكى للقلب إلا شعور أُولئك الواقفون على ركام منازلهم المقصوفة تحت تأثير غارة ظالمة سحقته ومعه سحقت كُـلّ الماضي والحاضر، وليس ثمة دموع أكثر حرقة من تلك التي تذرفها عيون تشاهد أشلاء أحبائها ممزقة على أرض صارت هدفاً مستباحاً لصلف وعنجهية عدو تخلى عن كُـلّ القيم والمبادئ وفارقته الإنسانية، لكن غضبه لم يوهن يوماً من عزائم اليمنيين إنما زادهم إصراراً على الصمود والتحدي والنفير إلى الجبهات لمواجهة حماقة من يبرّر ذلك التصعيد بالحق المشروع لاستهداف منصات الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة التي تتوالى إلى العمق السعوديّ كحق هو المشروع لردع عدوانهم ورداً على الاستمرار في الحصار ولكف أذاهم عن الأرض اليمنية وَأبنائها الذين تحلوا بصبر استراتيجي مصحوب بتطوير قدراتهم العسكرية والدفاعية إلى درجة مكنتهم من قلب مسار المعركة من الدفاع إلى الهجوم وتنفيذ الضربات الموجعة للعدو في قواعده العسكرية ومحطات النفط والأهداف الحيوية والسيادية داخل العمق السعوديّ، إلى جانب المواجهة القوية وهزيمتهم في كُـلّ جبهات القتال، وما عملية السابع من ديسمبر التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية إلا أحد العلميات الرادعة والتي تأتي تحت قاعدة التصعيد بالتصعيد هي العملية الرادعة الأكبر من حَيثُ عدد المدن المستهدفة والمواقع وأهميتها كوزارة الدفاع السعوديّة الهدف السيادي الأكثر رمزية وتحصيناً وشركة أرامكو عصب النفط السعوديّ والتي بدونها السعوديّة لا تساوي شيئاً!!
أضف إلى ذلك نوع السلاح المستخدم بين الصواريخ البالستية المختلفة والطائرات المسيَّرة البالغ عددها خمسة وعشرون طائرة حقّقت أهدافها بدقة بالغة ودون أن تصيبَ المدنيين بأذًى على خلاف ما يفعله طيرانهم وغاراتهم بالمدنيين اليمنيين!!
ولعل أهميّة هذه العملية تكمن في دحر مزاعم العدوّ باستهداف منصات الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة وهي كذبتهم التي تشدقوا بها منذ أول غارة على اليمن!!
وكذلك قدرتها على الاستهداف دون أن تستطيع منظومات دفاعهم اعتراضها وهو الشيء الذي ينكرونه لكن سرعان ما يفضحه عويلهم واستنجادهم بربهم الأمريكي لإغاثتهم بمنظومات دفاعية تقيهم شر الغضب اليمني الذي نؤكّـد أنه لن يعترضه أَو يوقفه شيء إلا أن تعلن السعوديّة وحلفاؤها رفع أيديهم عن اليمن وسيادة شعبه ويعلنون رضوخهم للسلام الكامل المتمثل بالإيقاف الشامل للحرب ورفع الحصار عن كافة الموانئ والمطارات وكل المنافذ اليمنية!!