فى اليمن: شعب يصارع الحياة.. ويتخلى عنه «أصدقاؤه» الدوليون
بعدما انهمرت دموعها وهى تضم ابنتها المريضة «أميرة»? وصفت المرأة اليمنية «أم أحمد» صراعها اليومى من أجل العيش بأنه يدعو إلى الشفقة? مؤكدة أنها لا تحصل فى بعض الأيام على أى طعام لها ولأبنائها الأربعة الذين تقيم معهم فى حى السنينة الفقير فى صنعاء? ولم يكن الطعام الشىء الوحيد الذى تعانى «أم أحمد» من عدم توفره? وإنما مرض ابنتها «أميرة» التى تعانى من مرض فى الدم لا تستطيع العائلة تحمل تكلفة علاجه.
أما «فاطمة أحمد»? وهى معلمة من «أبين» ونازحة الى محافظة «عدن»? فقد تحدثت عن الوضع الكارثى الذى يعيشه اليمنيون? قائلة: «إلى متى تظل معاناة اليمنيين تزداد سوءا?ٍ? أين ذهب المجتمع الدولى والأشقاء والأصدقاء ولماذا ي?ْترك اليمنيون هكذا? يا أخى هناك من اليمنيين من فقد عمله ومن تعطلت مصالحه? وكلما تطلعنا إلى فرج والخروج من الدوامة والمتاهة التى نحن فيها عدنا إلى المربع الأول وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه بل وأسوأ مما كانت عليه».
هكذا يرى اليمنيون أوضاعهم الاجتماعية التى تحولت إلى أزمة إنسانية حتى أصبح بالنسبة لنصف اليمنيين تقريبا الحصول على القوت اليومى هدفا يكافحون من أجله ولا يحققونه دائما.
وبعد 6 حروب بين الجيش اليمنى والحوثيين? وزيادة عجز الحكومة بعد الإطاحة بالرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح? فضلا?ٍ عن اقتصاد يمنى ضعيف فى الأصل? يعيش 55% من اليمنيين تحت خط الفقر بأقل من دولارين فى اليوم? كما يعانى 10 ملايين من نقص الأمن الغذائى? ونصف هؤلاء يعانون من نقص حاد فى الأمن الغذائى.
الأمر الذى أكده رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فى اليمن راؤول روزيندى? فى حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»? قائلا?ٍ إن «الوضع الإنسانى فى اليمن كان سيئا?ٍ للغاية فى عام 2011? لكن الأحوال ازدادت سوءا?ٍ فى عام 2012. فقد شهدنا تدهورا?ٍ فى المؤشرات الرئيسية? ولهذا السبب نحن بحاجة إلى تحسين استجابتنا الإنسانية».
وتوقعت تقارير يمنية ارتفاع عدد النازحين من «أبين» التى تشهد حربا?ٍ بين الجيش اليمنى وتنظيم «القاعدة» الى المحافظات المجاورة.
وبالرغم من تشديد المجتمع الدولى والدول المانحة على دعم المرحلة الانتقالية فى اليمن? فإن «أصدقاء اليمن» تخلوعنها وتركوا شعبها يعانى الفقر والمرض? ولم تتلق اليمن إلا قليلا?ٍ من الدعم الذى تم التعهد به? بعدما تم أرجاء اجتماع الدول المانحة «أصدقاء اليمن» مرتين ثم عقد فى الرياض فى 23 مايو