حاجة الأمة للشهادة في سبيل الله
بقلم/ منصور البكالي
تزامناً مع حلول الذكرى السنوية للشهيد 1443هــ، ومن منطلق ألا نصر ولا تمكين ولا نهوض ولا حياة ولا حرية ولا استقلال ولا سيادة لأية أمة من الأمم ولا لشعبٍ من الشعوب ما لم يكونوا مرتبطين بالجهاد في سبيل الله والتضحية بالمال والنفس لإعلاء دينه ونصرة للمستضعفين من عباده، ولدر شر قوى البغي والضلال والفساد والإفساد في هذا العالم.
فشعبنا اليمني المستمر في مشروع الشهادة وتقديم قوافل من الشهداء منذ الحرب العدوانية الظالمة على محافظة صعدة وما لحقتها من سبعة أعوام من عدوان وحصار أمريكي سعوديّ مستمر على اليمن، يجسد عطاء الشهادة ويقدم لشعوب العالم نموذج قرآني رباني فعال في مقارعة قوى الاستكبار العالمي وأدواتها المهلكة للحرث والنسل في أكثر من مكان في العالم، ولا يزال أحوج شعوب العالم اليوم لمشروع الشهادة.
أما إذا ما تحدثنا عن حاجتنا كأفراد وجماعات وشعوب لمشروع الشهادة، فالحديث على المستوى الفردي يتمثل في قول الله “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ،الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”
هنا يصف الله فضل الشهادة على المستوى الفردي والجماعي بأنهم أي الشهداء عند ربهم في ضيافته وفي نعيمه غير المنقطع لم يموتوا ولم يعرفوا الموت بل هم أحياءٌ عند خالقهم الذي بيده ملك السموات والأرض، ملك كل شيء الكريم والعلي المتعال، فأية حياة يحضون بها في جناب الله وفي ضيافته أنهم عند ربهم فرحين بما وصلوا إليه بل ويستبشرون بمن يلحق بهم من أهلهم وأصحابهم ، أي أنهم يتمنون لهم أن يوفقهم الله بفضل الشهادة وأن يختارهم من الشهداء لعظيم ما هم فيه.
أما على مستوى الدول والشعوب، فالشعوب المحتلة والواقعة تحت الهيمنة الصهيوأمريكية، لماذا وقعت تحت الاحتلال والهيمنة بالأصل ؟ لماذا؟! لأنها تخلت عن مشروع الشهادة وباتت قياداتها تداهن وتتنازل وتحاور وتستسلم لتستمر في الحكم هنا أو هناك فكان لذلك الذل والبعد عن الشهادة ومشروعها الاحتلال والامتهان للكرامة والحرية والسيادة الوطنية ولنا نماذج كثيرة على مستوى العالم العربي، ومن أبرز النماذج التي يصدرها لنا الواقع، الشعب الفلسطيني والعراقي والسوري والليبي وغيرها من شعوب أمتنا، أما من يقعون في الوصاية المباشرة والحكم المباشر من قبل دول الاستكبار فنراهم اليوم أقرب إلى اليهود ويطبعون معهم خشية على كراسيهم لا خشية على شعوبهم ومصيرها.
فكم الأمّة اليوم بحاجة لمشروع الشهادة! وكم نحن بحاجة للسير على درب الشهداء! وكم نحن بحاجة لتربية أبناءنا وأجيالنا على حب مشروع الشهادة والاستشهاد لنرفع عن العالم ظلم وجور المستكبرين في الأرض، ونقدم لهم رحمة الله في أبلغ وأنصع صورها حين نكون محسنين لنقدم أنفسنا دفاعاً عن المستضعفين في هذا العالم.
وكم نحن بحاجة لنكون ممن قال الله فيهم إنهم عند ربهم وشوقنا لنكون منهم وفيهم هنا في الدنيا قبل الشهادة.