أكبرُ عُرس جماعي في التاريخ
بقلم/ صالح مقبل فارع
كَمَا عودتنا الْهَيْئَة الْعَامَّة لِلزَّكَاةِ بالمفاجآت السارة الَّتِي تثلج الصدر وتفتح بَاب الأمل لمستقبل أفضل لهذا الْوَطَن المظلوم وَهَذَا الشَّعْب المقهور والمعتدَى عَلَيْهِ.
مفاجأة إثر مفاجأة.. لَيْسَتْ مفاجأة بسيطة أَو عَادِيَّة.. بَلْ مفاجأة من العيار الثقيل..
برغم الْعُدْوَان والحصار والفقر المدقع وانقطاع الرواتب وجفاف البنك احتفلت الْهَيْئَة الْيَوْم بِأكبر عرس جماعي فِيْ التَّارِيْخ، ربما لَيْسَ فِيْ الْيَمَن فَقَطْ، بَلْ فِيْ العالم أجمع، عرس جماعي بلغ عدده (7200) عريس وعروس، زوجتهم الْهَيْئَة من بيت مال الْمُسْلِمِيْنَ، ضمت عِدَّة قطاعات ومصارف، أبناء شُهَدَاء، جَرْحَى، فقراء، مساكين، غارمين، محدودي الدخل، وغيرهم، بَلْ وفوق ذَلِكَ اقتطعت حصة لِلأجانب من دُوَل قارة أفريقيا، إذ أعرست لِحَوَالَي (200 عريس وعروس أفريقيين)، كُـلّ هَذَا بفضل اللَّه. وفضل الْقِيَادَة الحكيمة الَّتِي استطاعت أن تجعل الزَّكَاة كلها فِيْ وعاء وَاحِد ووعاء مستقل عن وعاء الدَّوْلَة، هُوَ الْهَيْئَة الْعَامَّة لِلزَّكَاةِ، وَأَيْـضاً اختارت لَهَا قِيَادَة نزيهة وأمينة تخاف اللَّه وتخشاه، قِيَادَة تستلم الزَّكَاة من الشَّعْب وترده إلى الشَّعْب، تصرفها فِيْ مصارفها الثمانية المحدّدة المعروفة فِيْ شريعتنا الإسلاميَّة وَفِيْ سُوْرَة التَّوْبَة الآية (60) ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التَّوْبَة60].
هَذَا الاحتفال الرائع الَّذِيْ أُجري الْيَوْم جَاءَ تنفيذًا لعهدٍ ووعدٍ قطعته الْهَيْئَة الْعَامَّة لِلزَّكَاةِ يَوْم الْمَوْلِد النَّبَوِي الشَّرِيْف للشعب كامل بِأَنَّهَا ستقوم بِإقامة عرس جماعي كَبِيْر لعدد (5000 عريس وعروس) ولكنها زادت عَلَى العدد الموعود بــمثل نصفه بـ2200 عريس وعروس. وجاء تَنْفِيْذًا لقوله تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنفسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرُّوْم:21]، وانطلاقاً من قول الرَّسُوْل -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((تكاثروا تناسلوا فَـإنَّي مباهٍ بكم الأمم)). وانطلاقاً من الواجب الملقَى عَلَى عاتقها وَهُوَ التكافل الاجتماعي ومواساة الأُسَر الضعيفة الَّتِي لَيْسَ لَهَا دخل وَلَيْسَ لَهَا مصدر لاكتساب الأموال لتستطيع أن تزوج أبناءها، وانطلاقا من الواجب الاجتماعي عَلَى الدَّوْلَة الَّذِيْ هُوَ تحصين الشباب ومحاربة الرذيلة والحرب الناعمة وانتشار الفاحشة فقامت الْهَيْئَة بتحصينهم بالزواج، وَأَيْـضاً لتضيف لهؤلاء الشباب السكينة الثَّالِثَة الَّتِي كَانُوْا يفتقدونها، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل السكينة للشخص المؤمن فِيْ أربعة أشياء، فِيْ الزوجة والْبَيْت والنوم ودعاء الرَّسُوْل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ. وتنفيذًا لعهدٍ ووعدٍ قطعته الْهَيْئَة الْعَامَّة لِلزَّكَاةِ يَوْم الْمَوْلِد النَّبَوِي الشَّرِيْف للشعب كامل بِأَنَّهَا ستقوم بِإقامة عرس جماعي كَبِيْر لعدد (5000 عريس وعروس) ولكنها زادت عَلَى العدد الموعود بــمثل نصفه بـ2200 عريس وعروس.
فقامت الْهَيْئَة الْعَامَّة لِلزَّكَاةِ تَنْفِيْذًا لِلأسباب السَّابِقَة بِإقامة عرس جماعي كَبِيْر هُوَ المهرجان الثَّانِي فِيْ عهدها، إذ تَمَّ فِيْ الْعَام الْمَاضِي إقامة عرس جماعي كَبِيْر لعدد (3300) شاب وشابة، واليوم تقيم العرس أَو مهرجان العرس الجماعي الثَّانِي لضعف عدد الْعَام الْمَاضِي، أي: لــ (7200 شاب وشابة). كخطوة هَامَّة من خطوات التضامن والتكافل الاجتماعي والتكافل الإنساني الَّذِيْ تسعى الْهَيْئَة حثيثًا لتحقيقه وجعله واقعًا محقّقا.
هَذَا العرس الجماعي وَهَذَا العدد الكبير يستحق أن يُدرَج فِيْ مَجْمُوْعَة غينيس للأرقام القياسية وَهُوَ أَيْـضاً يعتبر إنجاز من إنجازات الْهَيْئَة وَإضافة رقم كَبِيْر إلى رصيدها المليء بِالأرقام وَالإنجازات، وسترون مثلها وأكبر مِنْهَا فِيْ المراحل اللاحقة بإذن اللَّه تَعَالَى.
فألف ألف مبروك لجميع العرسان وعقبى لمن لم يتزوج فِيْ فُرَصٍ قادمة وقريبة بإذن اللَّه تَعَالَى.