رئيس الكيان الصهيوني الغاصب يقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف
شهارة نت – وكالات
اقتحم رئيس دولة الاحتلال الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، مساء اليوم الأحد، الحرم الإبراهيمي الشريف، بمدينة الخليل في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال.
وحسب ما ذكرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، يشكل اقتحام هرتسوغ للحرم إعلانا صريحا وواضحا عن رعايته لمخططات المستوطنين ودعم جرائمهم بحق أبناء شعبنا، وإمعانا في استفزاز مشاعر الفلسطينيين بل مشاعر الملايين من العرب والمسلمين الذين يقيمون وزنا لمسجد عظيم مقدس مثل المسجد الإبراهيمي.
وأغلقت قوات الاحتلال بوابات الحرم، ومنعت المواطنين الفلسطينيين الذين احتشدوا تنديدا بالاقتحام من الصلاة فيه أو التواجد في محيطه واعتدت عليهم، وأجبرت أصحاب المحال على إغلاق محالهم، كما أعاقت عمل الطواقم الصحفية، واعتدت على عدد منهم، في محاولة لمنعهم من تغطية الاقتحام.
وأضاء رئيس دولة الاحتلال شمعدانا في الحرم الإبراهيمي إيذانا ببدء الاحتفال بعيد “الأنوار” اليهودي، ورافقه قادة المستوطنين وأعضاء كنيست.
ويتزامن اقتحام هرتسوغ للمسجد الإبراهيمي مع إعلان الاحتلال مؤخرا عن المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي مدينة الخليل.
وقال محافظ الخليل جبرين البكري إن الاقتحام هو إعلان حرب من قبل الاحتلال على أبناء شعبنا ومقدساتهم، “الأمر الذي يضعنا جميعا أمام تحديات كبيرة تستدعي الوحدة وتوجيه إمكانياتنا في مواجهة الاحتلال ومخططاته والمستوطنين المنتشرين في كل مكان من المدينة والمحافظة بشكل عام”.
بدوره، قال أمين سر حركة “فتح”، وسط الخليل، عماد خرواط إن الاحتلال يعمل على مدار الساعة على تهجير المواطنين القاطنين حول المسجد الإبراهيمي، ويغلق هذه المنطقة ويضيق على سكانها وينكل بهم في مسعى للسيطرة على الحرم وتهويده.
وأضاف أن حركة “فتح” في المدينة تعمل منذ سنوات طويلة على تعزيز صمود المواطنين هناك، خاصة تعزيز وجودهم في الحرم الإبراهيمي، رغم كل الممارسات الإرهابية التي يمارسها الاحتلال والمستوطنون بحقهم.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وإثر المجزرة، التي ارتكبها باروخ غولدشتاين عام 1994 في الحرم الابراهيمي، وأسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة “شمغار”، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
وفي يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ”اليونسكو” الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينياً.