مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض .. واقع .. وتأمل
– إن مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سيناقش جوانب الدعم لعملية الانتقال السياسي في اليمن , والتقدم البطي في المحور الاقتصادي والتحديات الأمنية? حيث يأمل الشعب اليمني على إنجاح كافة المهام المناطة بحكومة الوفاق الوطني في المرحلة الانتقالية من تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتجاوز الأوضاع الاقتصادية الصعبة? وكذا الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة الأطياف السياسية والمكون السياسي الجديد ووضع الأسس واللبنات لبناء اليمن الجديد? والمضي قدما بتنفيذ إصلاحات شاملة وتفعيل الأطر القانونية والمؤسسية لمكافحة الفساد ورجله التاريخيين , يرجئ كل اليمنيين نجاحه.
– ويجب ملاحظة أن الفكر التقليدي لقوى الاستبداد والرجعية والفساد التي تحاول إرجاع عجلة التاريخ للوراء من خلال التفجير الانتحاري في ميدان السبعين لجنود يمنين أبرياء (رحمة الله عليهم وأثابهم الجنة) , على المستوى الإقليمي والدولي سيكون سببا?ٍ تقديريا لإنجاح مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض على الصعيد الأمني العسكري.
– أما رعاة مؤتمر أصدقاء اليمن الإقليميين والدوليين يريدون إنجاح المؤتمر على أسس ومقومات توافقية بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة , وهذا ما لم نشهده في أهم مناسبة وطنية (عيد الوحدة 22 مايو ) الذي لم يحضره رئيس الوزراء باسندوه إلى جانب الرئيس هادي في كلية الطيران , والذي يشير على خلاف كبير غير معلن في التفكير وأسلوب الإدارة للمرحلة الانتقالية في العهد الجديد , وهو ما يبعث على التشاؤم لسيناريو إدارة الدولة في المستقبل , ومؤتمر الرياض يتعلق بالمستقبل السياسي والاقتصادي بالدرجة الأولى.
– وفي ظل التباين الواضح في أسلوب التفكير والإدارة بين الرئيسان هادي وباسندوة , فهما يضعان نفسيهما في مواجهة الثورة الشبابية الشعبية التي جاءت بهما إلى سدة الحكم , فنحن كا ملاحظين للشأن السياسي لم نر أو نسمع أي تحضيرات مشتركة بين الرئيسين لمؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض , ولم تعلن عن خطط او برمجيات إدارية أو حتى تصورات حكومية جديدة جدية وواقعية ومناسبة للوضع الاجتماعي وحازمة وصارمة ? لعملية بناء الدولة اليمنية الجديدة التي ينشدها الشباب والشعب وطالب بالتغيير وسالت الدماء وأثر الشهداء الحياة من اجلها.
– إن أصدقاء اليمن في مؤتمرهم في الرياض سيعملون على إنجاح مؤتمر أصدقاء اليمن أكثر من الرئيسين هادي وباسندوة وحزبيهما والأحزاب الأخرى المشاركة في حكومة الوفاق الوطني , وسيحصل اليمن الموحد كشعب وجغرافيا على الدعم السياسي الكامل من مؤتمر أصدقاء اليمن? وسيتحول بعد ذلك من خلال مؤتمرات المانحين ومؤسسات الداعمين? إلى مساعدة اقتصادية ومالية وفق آليات مبتكره تتناسب مع وضع اليمن الحالي عبر مؤسسات متخصصة إقليميا , حفاظا على السلم والأمن الإقليميين في المنطقة الحساسة جغرافيا?ٍ وتجاريا فمن يسيطر على البحر يسيطر على التجارة العالمية , وكذا لتأثير موقع اليمن المباشر على العالم أجمع ومناهضة للقاعدة والإرهاب الدولي وليس لكفاءة دولة الرئيس هادي أو لتحضيرات وخطط حكومة باسندوة.
– لا يسع كل يمني إلا الشكر والعرفان والامتنان لقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة الاتحاد الأوروبي وأصدقاء اليمن.
Althulaia72@gmail.com