تقرير: الطيران الأمريكي يحلق في صعدة شمالا?ٍ و يضرب في أبين جنوبا?ٍ
تزامنا?ٍ مع حملة وطنية تستهدف جمع مليون توقيع للتنديد بانتهاك واشنطن للسيادة اليمنية? وفي توقيت متزامن أيضا?ٍ مع المسيرة الحاشدة التي شهدت مدينة صعدة الجمعة الماضية? كانت طائرة أمريكية تجوب سماء المنطقة في مهمة قال مراقبون أنها بهدف المسح و الاستطلاع و ربما تمهيدا?ٍ لضربة قادمة كما حدث قبيل الحرب السادسة عندما قام الطيران اليمني بمهمة مشابهة? بذريعة البحث عن مختطف ألماني تبين بعد الحرب أن لا صلة لجماعة الحوثي بالعملية.
وربما للتغطية على ما حدث يوم الجمعة في صعدة رصد شهود عيان تحليقا?ٍ للطيران الحربي اليمني في سماء القرى المتاخمة للعاصمة صنعاء وعلى ارتفاع منخفض? بذريعة ملاحقة عناصر القاعدة الذين لاذوا بالفرار من أبين بعد تكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح جراء تصدي الجيش واللجان الشعبية بمدن الجنوب في لودر وشبوة والحرور وغيرها? بحسب الإعلام الرسمي.
وأكد مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية في بيان صحفي أمس السبت أن اللجان الشعبية والجيش تمكنت من قتل 10 من العناصر المسلحة من أنصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة بمناطق قريبة من مدينة جعار التابعة لمحافظة أبين جنوب اليمن? نافيا?ٍ وجود أو مشاركة قوات برية أمريكية في المواجهات المسلحة التي تخوضها قوات الجيش وفرق اللجان الشعبية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في عدة مناطق بأبين. لكن المتحدث باسم الوزارة لم يشر إلى تحليق الطيران الأمريكي في سماء صعدة ولا إلى المشاركة الفعلية لطائرات أمريكية بلا طيار في الحرب على القاعدة بأبين.
في الأثناء قالت مصادر محلية بمحافظة مأرب أن طيران حربي حلق في أجواء وادي عبيدة يوم أمس وقالت مصادر صحفية أن قبائل (آل حتيك عبيدة) ردوا على تحليق الطائرات بإطلاق أعيرة نارية من مضادات للطيران عيار 23 في اتجاه تلك الطائرات. وتتهم السلطات (آل حتيك) بتفجير أنبوب النفط ك39 .
وردا?ٍ على الخطوة الأمريكية المستفزة لجماعة الحوثي حذر قيادي في الجماعة من ” مخطط كبير يستهدف أبناء اليمن ” وذلك عبر استفزاز ” أنصار الله ” كي يضربوا الطيران ويدخلون في حرب جديدة على غرار ما يجري في أبين? لكنه أكد أن الحوثيين ليسوا بهذا الغباء? متسائلا?ٍ عن دور حكومة الوفاق ووزارة الدفاع في حماية السيادة اليمنية.
اللافت أن وثائق ويكليكس أشارت إلى وجود مضادات للطيران في السوق السوداء للسلاح باليمن? وقالت أن وفدا?ٍ أمريكيا?ٍ زار اليمن عام 2004 قبيل اندلاع حرب صعدة الأولى بهدف ” مناقشة الجهود التي ترمي إلى الحد من تهديدات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات” وقالت الوثيقة أن التعاون الأمريكي اليمني قد أدى بالفعل إلى الحد من وجود هذه الصواريخ في السوق السوداء في اليمن بشكل كبير.
لكن وعلى الرغم من أن البرنامج غطى معظم أماكن وجود الصواريخ المحظورة في السوق السوداء? فإن ما تبقى من هذه الصواريخ – بحسب الوثيقة – يحتمل أن يتم جمعه من السوق في السنوات القادمة.
وبشيء من التفصيل أوضحت الوثيقة أنه وبعد سنوات من الاستيراد غير المصرح به للأسلحة وخوض الحرب الأهلية في 94? فإن الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات انتشرت بشكل واسع في سوق الأسلحة المحظورة في اليمن? جاعلة من هذا الأمر تهديدا?ٍ جادا?ٍ. فهذه الصواريخ التي تسربت من المخازن الرسمية كانت تستخدم في عمليات القاعدة في كينيا والمملكة السعودية واليمن في عامي 2001-2002.
وفي عام 2003 بدأت الحكومة اليمنية بتجميع هذه الصواريخ من جميع أسواق السلاح في الجمهورية? وفي عام 2004 وافقت الحكومة الأمريكية على تعويض الحكومة اليمنية مقابل حيازة وتدمير هذه الصواريخ والأسلحة الأخرى المتوفرة في السوق السوداء.
وفي يناير 2005 أدى التعاون اليمني- الأمريكي? إلى تدمير 1161 صاروخا?ٍ مضادا?ٍ للطائرات.
وفي الفترة يونيو 20-22 يونيو 2005 قام وفد أمريكي ويضم دينيس هادرك? مدير البرنامج? وسانتو بوليزي? مسؤول العلاقات العامة? ونيلس تالبوت? الخبير الفني في PM/WRA? ولوري فريمان? مسئول الشؤون الخارجية? قام بزيارة اليمن لمناقشة التعاون اليمني الأمريكي للحد من تهديد الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات.
وفي 21 يونيو? قام الوفد بمقابلة رئيس جهاز الأمن القومي عمار صالح لمناقشة الجهود المستقبلية لسحب الأسلحة من السوق السوداء في اليمن.
وقد تقبل عمار صالح تقييمات الحكومة الأمريكية بأن معظم أسلحة السوق السوداء قد تم جمعها? وقال بأنه لم يتبق منها سوى القليل وأن أسعارها آخذة في الزيادة.
لاحقا وبرفقة المسئول في الأمن القومي? أكرم القاسمي? قام وفد أمريكي بزيارة مخزن جمع فيه 96 صاروخا?ٍ تم سحبها في الفترة الواقعة بين 2005- مايو 2009 ولا تزال هذه الصواريخ في انتظار التدمير. (ملاحظة: هذه الأنظمة قد تم التحقق منها وتعطيلها بواسطة طواقم فنية أمريكية).
و في ضوء هذه الحقائق الدامغة والمؤلمة في آن تتواصل الحملة المليونية تحت شعار ” لا ..لإنتهاك السيادة اليمنية..لا ..للتدخلات الإقل