وردة الجزائرية … فنانة اغضبت رؤساء مصر لكنها تغلغلت بوجدان شعبها
وصل جثمان الفنانة وردة الجزائرية أمس الجمعة إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة? وذلك بعد أن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أرسل طائرة خاصة إلى القاهرة لجلب جثمانها? وينتظر أن ينقل الجثمان إلى بيت عائلتها بالعاصمة? على أن يتم تشييع جنازتها اليوم السبت بمقبرة العالية بضواحي العاصمة.
وينتظر أن يسجى جثمان الفنانة وردة صباح اليوم بقصر الثقافة الواقع بأعالي العاصمة? وذلك لتمكين الجزائريين والضيوف الأجانب من إلقاء النظرة الأخيرة على الفنانة الراحلة? قبل تشييع جنازتها? التي يرتقب أن تشهد حضور عدد كبير من المسؤولين الجزائريين? وفي مقدمتهم الرئيس بوتفليقة الذي يكن احتراما كبيرا لوردة وذلك منذ عقود طويلة? إضافة إلى عدد كبير من الفنانين الذين سيحضرون الجنازة.
وقالت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي ان ‘وردة تعتبر من اروع الاصوات في الجزائر والعالم العربي’.
واضافت في برقية تعزية اوردتها وكالة الانباء الجزائرية ‘ان وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتا مطبقا وحزنا عميقا’.
وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى ذوي الفقيدة ‘لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى’.
واضاف الرئيس الجزائري في البرقية بحسب ما اوردتها وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ‘لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا’.
وقالت الاذاعة الجزائرية العامة ان جثمان وردة سيسجى اعتبارا من الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش السبت في قصر الثقافة في القبة في العاصمة الجزائرية للسماح للمواطنين بالقاء نظرة الوداع عليها.
والفنانة وردة الجزائرية صاحبة الصوت المميز التي توفيت الخميس في القاهرة اغضبت ثلاثة رؤساء مصريين الا انها عرفت كيف تتغلغل في وجدان شعب هذا البلد.
يؤكد الملحن والموسيقار حلمي بكر لوكالة ‘فرانس برس’ ان وردة ‘تعرضت خلال اقامتها ورحلتها الفنية في مصر الى الظلم ثلاث مرات بقرار من ثلاثة رؤساء مصريين’.
واوضح ان ‘اولها كان قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بابعادها عن مصر عندما تسربت اليه انباء عن علاقة تربطها بالمشير عبد الحكيم? رغم انها لم ترتبط بعلاقة به’.
واضاف ‘ثاني المظالم التي وقعت على وردة كانت في عهد الرئيس السادات عندما قامت وردة بالغناء في ليبيا لـ(معمر) القذافي في فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا. واعتبرها السادات تصرفا غير لائق فمنعها من الغناء قائلا (قرصة ودن لبنتنا حتى ما تكررش ده تاني) الا انه بعد فترة طلب من وزير الثقافة حينها عبد المنعم الصاوي السماح لوردة بالعودة للغناء’.
وتابع ‘اما الظلم الاخير الذي وقع عليها فكان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك عندما قالت للجنود (الريس بقولكم تصفقوا) واعتبر هذا القول خروجا عن البرتوكول فتم منعها من الغناء بشكل غير معلن’.
واثنى حلمي بكر على صوت الفنانة قائلا انه ‘صوت معدني مثقف وقوي وتستطيع اخراج الصوت من ممرات محددة? وهي تشابه في صوتها رغم تميزه? اصوات كبار المطربات مثل اسمهان وليلى مراد’.
واشار بكر الى انه ‘التقى وردة الجزائرية اثر مشاركتها في اوبريت (الوطن الاكبر) وقمت بتلحين حوالى 13 اغنية لها’.
واكد ان ‘اجمل ما في وردة انها لم تكن تقبل الحصول على اجر عن اغانيها الوطنية التي قدمتها وقامت بزيارة الجبهة على قناة السويس مع بليغ حمدي ومعي وقد اسعدها غناء الجنود اغنيتها الوطنية و(انا على الربابة اغني)’.
وكانت وردة بدأت الغناء في نادي والدها الليلي في فرنسا وتدربت على يد الفنان التونسي الراحل الصادق ثريا على اغاني ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب.
وحضرت الى القاهرة بناء على دعوة المخرج والمنتج حلمي رفلة لتقوم بدور المظ في فيلم ‘المظ وعبده الحمولي’.
وقد اختارها في الخمسينات لخصوصية صوتها لتقديم دور المغنية المظ التي كانت ابرز مغنية عرفتها القصور الملكية المصرية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
وقدمت في هذا الفيلم عدة اغان ابرزها ‘يا نخلتين في العلالي يا بلح’ و’وروحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله’.
واكد الاعلامي وجدي الحكيم لوكالة ‘فرانس برس’ ان وردة كانت تقول انها ‘سعيدة بانها غنت ونجحت في عصر ام كلثوم لان نجاحها يؤكد على انها مغنية جيدة في عصر ام كلثوم’.
واوضح ان ‘الفنانة الراحلة كانت تستعد لغناء اغنية مطورة عن اغنيتها الوطنية (وانا على الربابة بغني) بعنوان (احنا كلنا ولادك يا مصر) احتفالا بثورة 25 يناير والتي كان من المفروض ان