سلوكيّةُ الإعدام ووحشيّةُ الانتقام
بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
جريمةٌ جديدةٌ يقترفها قطيع الارتزاق الذين يحملون ثقافة الدعشنة والإجرام، وغير مُستبعدٍ منهم أن يصبوا ضغائنهم العفنة فوق أسرى الجيش واللّجان الشعبيّة بأصناف عدة لم تحدث في تأريخ الحروب الحديثة أَو الوسطى أَو القديمة.. كيف لا وهم صنيعة أم الإرهاب ورأس الأفكار الشيطانيّة التي تربّت في حجر الطغيان والتوحش.
10 من أسرى الجيش واللجان البواسل قضوا شُهداء ظُلماً وعدواناً وإعداماً، وتعبيراً عن الشح الكبير الذي أصاب به عبيد الدرهم الإماراتي من مليشيا طارق عفاش أمام الانتصارات الظافرة في مأرب وشبوة وعدم بقائهم في جبهة السّاحل الغربي وولوا فيها مُدبرين.. لم يروا من بُدٍّ من فرز انتقامهم الداعشي تجاه الأسرى، وهذه ليست أولى الجرائم فرزاً في قائمة الانتهاكات السّافرة لحقوق الأسرى ومخالفةً لقانون الله تعالى الذي أمر بأن يحظى الأسير في دائرة الرعاية الكاملة ويكون بمأمنٍ عن الأخطار.
بعكس ما يُعامل أسرى المرتزِقة عند رجال الله من الاهتمام البالغ لهم وفائض العطف والرأفة التي نالوها ولم يجدوها عند ساستهم المُهتمين فقط بكدس أموالهم في جيوب الإهانة، خشية أن يصيبها الكساد ولم يعتبروا من أسلافهم الذين أُصيبوا بكساد كرامتهم وناموسهم في الدُنيا وفي الآخرة.
أممياً.. لا حياة لمن تُناديها وتُنادي تصريحاتها الموضوعة على وحل الذبذبة والمُعلّقة على مشانق الأوهام، لم تدخل في حيّز التنفيذ إلا ما ندر منها.. ناهيك عن تنصُّلها المُستمرّ عن ملف الأسرى الإنساني الذي يتعرض دوماً لسياط التسييس، ما أَدَّى إلى اعوجاج موقف هذه المنظمات الأممية وأضحت نسخةً مُصغرةً لأدوات العدوان وشريكةً في تقاسم كعكة الارتزاق.
هكذا هي سلوكيّاتُ البائعين ذِمَمَهم ورقابَهم لرُهبان الشيطان، وهذه الثقافة التكفيريّة التي تخرجوا من أكاديميّتها وتأقلموا مع وحشيتها ما زالوا على إثرها يتعقبون وفي دعشنتهم يعمهون، وإن حُماة حمانا وبأسنا الشديد لن يدعوا هؤلاء المُفسدين وشأنهم في مواصلة ركاب جرائرهم التي لا تُعد ولا تُحصى، وإنهم لها لمُنتقمون.