القاضي: المشهد الثوري في اللحظة الراهنة يكاد يكون انتهى
أحد أقطاب (سنحان مسقط رأس الرئيس السابق) شيخ وبرلماني ومثقف قدم استقالته من اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام عقب مجزرة جمعة الكرامة? النائب محمد عبداللاه القاضي في حوار مع (الجمهورية) يقول ان اخفاقات العهد السابق تتحملها القيادات التي اتخذت القرارات ويدعو الرئيس السابق علي عبدالله صالح لتجنب السياسة تماما.
قراءتك كبرلماني وعضو في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام لآخر مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة..?
– بالنسبة لعضويتي في اللجنة العامة أولا?ٍ أنا لم يعد لي صلة بها? قدمت استقالتي منها عقب أحداث جمعة الكرامة ومن المؤتمر الشعبي العام? أما عن قراءتنا للوضع الحالي? فلا زلنا في الخطوات الأولى للثورة التي لما تتحقق بصورة جيدة حتى الآن? إلا أن أكبر ما تحقق حتى الآن سواء على الصعيد اليمني أو العربي هو خروج الناس من قمقم الخوف الذي كان جاثما?ٍ على صدورهم زمنا?ٍ طويلا?ٍ? ومن الكبت الذي سيطر خلال الفترة السابقة? انكسر القيد? بدا مشهد غير المشهد السابق? الشعوب اليوم شقت طريقها وحددت مفهومها من الدولة والسلطة? الناس بدأوا اليوم يصحون? قليل جدا?ٍ من كان يستطيع أن ينتقد أو يتكلم بصراحة خلال الفترة السابقة.
فيما نعرف أن لكم صوت مرتفع بالتغيير والاحتجاج على ما يجري منذ العام 2007م تقريبا?ٍ وبصورة ملفتة وشجاعة ما الذي تراءى لكم حينها حين دشنتم المعارضة الصريحة ضد الرئيس وأركان حكمه?
– طبعا?ٍ وكما ذكرت قبل قليل الثقافة السائدة في الشارع حتى وقت قريب هي ثقافة الخوف من السلطة في أي مكان? كان كثير من الناس لهم مواقف محددة وأسقف معروفة للمطالبة بحقوق الناس أو المعارضة للحاكم? ما قمنا به نحن ربما على عكس ذلك? ثقافتي الشخصية ربما لها خصوصية معينة? أنا تربيت منذ صغري على قول الصراحة والحق? وتعلمي ودراستي في أمريكا أيضا?ٍ عمقت في وجداني هذه القناعات? لا أستطيع السكوت عن مظلمة أراها أمامي من أي جهة كانت? قد أتحفظ على بعض القضايا غير الإيجابية لكنني لا أرضى بها? والتي أرى أن تحفظي هذا قد يضفي على المسألة جانبا?ٍ إيجابيا?ٍ? بحيث لا يتضرر أحد من سكوتي? هذا مبدأ تربيت عليه? وسيظل جزءا مني? يا أخي كان لنا طموح مبكر من العام 90م عقب الوحدة مباشرة التي ارتبطت بالديمقراطية أن نبني بلدا?ٍ قويا?ٍ? تسوده العدالة ويسوده الرخاء الاقتصادي? لكن ما حصل بعد ذلك كان العكس? كانت القوانين واللوائح والأنظمة مجرد إكليشيات معلقة الواقع شيء والقوانين شيء آخر.
من يتحمل وزر هذه المخالفات والجنايات بحق اليمن?
– الكل مسئول عنها? الحاكم طبعا?ٍ بالدرجة الأولى? ثم الشعب والنخب المثقفة? في البداية حين تم الإعلان عن الحقوق الديمقراطية كان على الناس وعلى الشعب أن يتشبث بها ويستغلها لبناء حاضره? ولا يسمحان بأي مخالفة من أحد? كان على الشعب أن يمثل رقيبا?ٍ ومحاسبا?ٍ على هذه القوانين لا أن يسمح باختراقها من أحد? لكن لم يحصل? لا السلطة احترمت النظام والقانون ولا الشعب حافظ على حقوقه من الاعتداء عليها? كثير من الإجراءات التي تمت كانت تتم بطرق مخالفة للنظام والقانون في مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية? البعض كان يريد الوصول إلى السلطة بطرق غير شرعية وغير دستورية? فتعقدت الأمور أكثر حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه? كان البلد بحاجة لتغيير ثقافي من وقت مبكر? ثقافة الحاكم? ثقافة العامة? ثقافة المجتمع? إلا أن الممارسات والأخطاء كانت تمارس بشكل يومي ومتكرر ومتراكم حتى صعب علاجها حتى جاء الربيع العربي الذي مثل الشرارة التي أيقظت الأمة وخرج الناس معبرين عن آرائهم وعن آلامهم? لا الأحزاب السياسية هي التي أخرجتهم ولا النخبة الثقافية ولا السياسية? كانت إرادة إلهية قبل كل شيء? وتراكم تاريخي من المعاناة التي لفضت أنفاسها الحراء مرة واحدة..
ما يتعلق باليمن? ابتدأت على النمط الذي ساد في الدول التي ثارت قبلنا لكن مخرجات الثورة انتهت إلى نمط سياسي مختلف? بعيدا?ِ عن المشهد الثوري إلى حد بعيد? لماذا هذه المعادلة?
– لكل بلد خصوصيته الآتية من ثقافاتها الخاصة? صحيح أن الروابط العربية بيننا كثيرة والوضع متشابه? لكن ثقافة المجتمع الخاصة وعاداته وتقاليده فرضت نفسها هناك خصوصية لكل بلد? المقدمات كانت واحدة في معظم البلدان? إنما طريقة الحسم كنتيجة نهائية للمدخلات الثورية كانت مختلفة? العملية دخلت فيها السياسة أكثر من الحسم الثوري? وربما أن ثمة طرف من السلبية في ذلك بسبب سوء إدارة الثورة والطريقة التي أديرت بها? وقد كشفت عن حدود مجهوداتهم وتفكيرهم وعقلياتهم ونحن لم نتوقع منهم شيئا كبيرا من البداية أصلا.
يقول البعض إن الأحزاب السياسية والقيادات العسكرية التحقت بالثورة التحاقا لكنها سرعان ما تحولت إلى قائدة للفعل الثوري.. إلى أي حد ترى ذلك صحيحا?
– قد يكون ذلك بالفعل? وللأسف أن العقلية هي نفس العقلية? القيادات السياسية التي فرضت كقيادات ثورية كانت بسبب الفراغ الذ