وداعاً رياض شمسان.. الصحفي الإنسان
بقلم/ عبدالعزيز رياض شمسان
عندما قيل لي: اكتب يا عبدالعزيز عن والدك قلت: كم هو صعب ان أكتب في رحيله، أن أختصره في بضعة اسطر او افرده في عشرات الجمل المركبة كثيرة الفواصل، وقد احتويه في عبارة واحدة إن كانت كتلك التي قالها لي الأستاذ علي ناجي الرعوي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، سابقاً، وهو يربت على كتفي معزياً ومواسياً لي في مصابي ” يا عبدالعزيز والدك لم يعش من اجل نفسه، بل عاش من اجلكم”، عبارة أمكنها ان تنقلني ولو للحظات من آتون الفاجعة وجحيم الوجع إلى مندوحة الإحساس بالسكنية وضفاف الشعور بالأمان، ومن مات الأن كان أبي، ومن يكابد الم الفقد حتى أقصى حدود الصراخ كان انا الذي وعيت مبكراً على نعمة هذا الأب العظيم وحمدت الله عليها كثيراً.
في علاقتي به كان يحضر رياض شمسان الوالد والصديق والزميل. في الأولى: كان عمود خيمة منزلنا الصغير وظهره وحائط إسناده.. صمام اماننا.. بطلنا الذي لا يقهر، وسِفر ارواحنا وأجسادنا.. والف الف معركة لا تنتهي من أجلنا.
وفي الثانية: كان صديقي الذي إن نصح أبان وافصح، وإن لاذ بالصمت استوحيت من ملامح وجهه فكرة الخلاص.
وفي الثالثة: زاملته في العمل لأكثر من (17) عاماً، مثلت فرصتي للتزّود من خبرته وتجاربه ومعارفه حتى احتنكت تجاربي الخاصة.. كانت رياحي التي هبت فأغتنمتها. وفرصة لي اراقب فيها عن كثب طبيعة علاقته بزملاءه في العمل وزملاء المهنة ككل. علاقة برز فيها والدي في المشهد الذي أحبه كثيراً. لطالما تفنن وتفانى رياض شمسان في خدمة الأخرين.
قالها لي مرة شيخ الصحفيين اليمنيين الأستاذ صالح الدحان – رحمه الله -:” يا عبدالعزيز والدك يزرع الحب. وان تزرع الحب فهذا أمر ليس بالهين”. فهمت حينها أن والدي لا يجني ثمار ما يزرع بل يتركه للأخرين عن طيب خاطر.. نعم شيخ الصحفيين.. كان كذلك كما الفناه لأمه نعم الولد، والفناه لنا نعم الوالد، والفته الناس تربيه للحب والمروءة ومواقف عظيمة لا تنسى.
ما كان والدي مجرد فاصل في الوقت او هامش في التاريخ، لا ولا صيرورة في الزمن بدأت بميلاده وانتهت برحيله، بل كان المسافر دائماً من محطة القلب إلى محطة الضمير.
هذا هو ابي رياض شمسان.. الصحفي الإنسان.