المناكفة والاستفزاز السياسي في العراق!
تأتي جولات رئيس حكومة ” الأزمات ” السيد نوري المالكي بعقد مجلس الوزراء في محافظة كركوك وقبل ذلك في البصرة ? بالتزامن مع خوضه حربا سياسية ضد خصومه التقليدين في ” القائمة العراقية ” وحلفاءه سابقا في” التحالف الكردستاني ” ? لاضهار قوة حكومته وثباته شخصيا بإدارة الأزمة ? رغم مقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لاجتماع كركوك ? وتصريح علي الدباغ الناطق بأسم الحكومة بقوله : ان اجتماع كركوك ذات طابعا سياسيا ? ومقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لم يكن موفقا وكان عليهم الحضور” . وحديث المالكي أثناء عقد الاجتماع حمل كثير من الايحاءات الواضحة بإستفزاز ومناكفة الساسة الكرد وخاصة السيد مسعود البرزاني الذي خرج للمرة الاولى عن مربع مهادنة و مسايسة حكومة المركز بإتجاه تصعيد الأزمة ومواجهة المالكي ? وتلويحه بخيار سحب الثقة عن الحكومة أو الاطاحة بها بشكل أو بأخر .
إستضافة إقليم كردستان وخاصة السيد البرزاني لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ” الم?ْطارد ” قضائيا?ٍ من قبل حكومة المركز ? يأتي في سياق الفعل ورد الفعل بمناكفة الك?ْرد للمالكي ? والزيارات الرسمية التي قام بها البرزاني مؤخرا للدول العربية وتحديدا?ٍ دول الخليج ” المتأزمة علاقاتها مع حكومة المالكي ” ولقاء قادتها لمناقشة الازمة السياسية واشارة البرزاني صريحة برفض الك?ْرد وتخوفهم من عودة الدكتاتورية والاستفراد بالسلطة في العراق حملت كثير من رسائل الانزعاج والتهديد للمالكي .
تداعيات استمرار حكومة المالكي بخلق الازمات وادمتها عبر التصعيد السياسي والامني و الاعلامي إتجاه الاطراف الاخرى بدأ يصل الى داخل مكونات التحالف الوطني الذي لاشك في ان استمرار المالكي بممارساته الاستفزازية المتكررة واستفراده بالسلطة لن يبقيه متماسكا?ٍ ? خاصة و المتتبع لسياسات المالكي يجد انها تصب باتجاه اقامة سلطة بوليسية بإمتياز ومطلقة الولاء لشخصه ? كما ان استمراره بفتح جبهات الصراع والصدام السياسي داخليا و خارجيا على مصراعيها تضعف من جدوى فرضيات الحلول وتدفع بإتجاه اكثر لاقلمة وتدويل الازمة السياسية في العراق ? التي يبدوا من ملامحها انها دخلت النفق المظلم دون عودة .