مارب على طريق التحرير
بقلم/ عبدالفتاح البنوس
قلق بريطاني وإدانة أمريكية للتقدمات الميدانية اليومية لأبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات مارب والتي باتت قريبة جدا من المدينة وأطرافها، مصحوبة بتحركات دبلوماسية أممية للحيلولة دون استكمال الجيش واللجان الشعبية عملية تحرير محافظة مارب من دنس الغزاة والمرتزقة والعودة بها إلى حضن الوطن، يشعرون بالهزيمة ويرون في سقوط مارب إهانة لهم وخصوصا بعد أن زودوا مليشيات الارتزاق والعمالة بأحدث الأسلحة والصواريخ والذخائر، علاوة على الإسناد الجوي المكثف وهي معطيات كانت كافية لهزيمة أعداد هائلة من الجيوش المدربة، بالإضافة إلى أن تحرير مارب سيحرمهم من المكاسب التي كانوا يحصلون عليها من خلال صفقات بيع الأسلحة للكيان السعودي الذي زود بها مرتزقته وأدواته القذرة في مارب في مواجهتهم لأبطال الجيش واللجان الشعبية .
تهاوي مواقع وتحصينات المرتزقة في مارب والانتصارات الميدانية التي تتحقق على الأرض زادت من قلق البريطاني الذي ظل مراهنا عليها لتحقيق أهدافه والحصول على مكاسبه المنشودة، تجلى ذلكم القلق من خلال تصريحات السفير البريطاني لدى حكومة الفنادق والتي تعكس حجم الصدمة التي تعرضوا لها غداة تحرير مديريات العبدية والجوبة وجبل مراد والتقدم نحو نقطة الفلج والتي تعد النسق الدفاعي الأول لمدينة مارب، والحال من بعضه لدى السفير الأمريكي والمبعوث الأمريكي لليمن، فكلاهما في حالة انفعال وتوتر وقلق متواصل على خلفية أخبار المواجهات وسير مجرياتها في مارب والتي تصب في مصلحة الجيش واللجان الشعبية، وهو ما أربك حسابات الإدارة الأمريكية التي ظنت أن صفقات السلاح التي أبرمتها مع السعودية بما تضمنته من أسلحة نوعية فتاكة قادرة على حسم المعركة وترجيح كفة المرتزقة بأريحية، ولكنها تفاجأت بفشل وهزيمة المرتزقة وتكبدهم للخسائر الباهظة وتعرضهم للهزائم المنكرة رغم كل الدعم والإسناد، ولسان حالها يقول ( ماذا أصنع لكم لم أدخر وسيلة إلا وقمت بها من أجلكم ولكنكم فشلتم فشلا ذريعا) .
وما يزيد الأمريكي قهرا وحسرة، والبريطاني قلقا وتوترا، تلكم الأخبار القادمة من مارب والتي تحكي عن رفض عدد من أبناء قبائل مارب إقحام مناطقهم في مستنقع الاقتتال وحرصهم على تجنيبها ويلات الخراب والدمار، بالتزامن مع إعلان العديد منهم تأييدهم ومساندتهم لأبطال الجيش واللجان الشعبية في معركة تحرير مارب ووقوفهم إلى جانب وطنهم وأبناء شعبهم في معركة التحرير التي باتت قاب قوسين أو أدنى بفضل الله تعالى وتأييده وتوفيقه للمجاهدين من جيشنا ولجاننا وأبناء القبائل الشرفاء الذين لم ينساقوا خلف عبيد الريال السعودي والدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي، كل ذلك شكل ضربة موجعة للأمريكي والبريطاني قبل مليشيات الخيانة والعمالة والارتزاق التي تهيمن على مارب وتستحوذ على ثرواتها ومواردها وتتحكم في كافة شؤونها ومقدراتها.
بالمختصر المفيد، مارب تتحرر، مارب تنتصر لهويتها اليمنية ولإرثها وتاريخها العريق، مارب تنتصر لحضارتها ومكانتها التي سلبت منها من قبل السعودية ومليشيات الإخوان والعناصر التكفيرية الداعشية، مارب في طريقها للعودة إلى حضن الوطن، للعودة إلى الهوية اليمنية، هوية الولاء والانتماء، لهذه الأرض الطيبة، ولهذا الوطن المعطاء، وقريبا بإذن الله ستتنفس مارب وأهلها الصعداء، وتنقشع عنها السحابة السوداء المعتمة التي كانت مخيمة عليها طيلة سنوات الوصاية السعودية والهيمنة الإخوانية.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .