الصحافة المهجرية والقلمية نموذجا
بدعوة كريمة من الأخ/ رئيس مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافة بالمكلا حضرت مراسم افتتاح معرض الصحافة الحضرمية المهجرية والمحلية القلمية في الزمان والمكان ? فإذا بي أمام هامات صحفية كبيرة منظمة للمعرض لها تاريخ صحفي عريض وكبير في الصحافة والإعلام أمثال الأستاذ خالد سعيد مدرك رئيس المؤسسة والزميل سالم غالب بن بريك وآخرين وافتتح المعرض بطريقة غير تقليدية حيث لا توجد مراسم افتتاح ولا حضور للإعلام والمواقع الإلكترونية وذلك يعود لعدم وجود الإمكانيات المادية بالرغم من أهمية المعرض ودورة الكبير بإبراز العديد من الوثائق المهمة التي تمثل النواة الحقيقية للصحافة المحلية والعربية وتبرز الدور التنويري والسياسي والإعلامي الذي مثله أبناء حضرموت سواء?ٍ على مستوى المهجر أو على المستوى المحلي وكذلك الدور الذي لعبه أبناء حضرموت في نشر الحياة المدنية وإنشاء الصحف وكيف ساهموا في إثراء الحياة السياسية والإعلامية على مستوى الوطن والمهجر. وبالدورة الاعتيادية عن أجنحة المعرض شمل المعرض أربعة أجنحة الأول يتمثل في الصحافة القلمية والخطية والتي كانت تصدر بخط اليد وأهم الوثائق التي كانت تكتب بخط اليد على سبيل المثال صحيفة المنبر الأهلية بالمكلا وصحيفة الإخاء التي كانت تصدر في تريم ….. إلخ.
والجناح الثاني يشمل الصحف المطبوعة وأهم وثائقها على سبيل المثال صحيفة المنبر المطبوعة بعد أن تطورت وأصبحت تطبع آليا?ٍ والأمل لصاحبها محفوظ بن عبده والنهضة الحضرمية لصاحبها الطيب السافي والطليعة لصاحبها أحمد عوض باوزير والرائد لصاحبها حسين البار والرأي العام لصاحبها علي عبد الرحمن بافقية وصحيفة الجماهير لصاحبها أحمد هيثم الحميري والجناح الثالث احتوى على سبيل المثال على الصحف والمجلات الصادرة في المهجر ومنها مجلة الإمام أول صحيفة في المهجر الحضرمي في سنغافورة لصاحبها محمد بن عقيل بن يحيى والعرب لصاحبها حسين علي السقاف وأحمد عمر بافقيه وصوت حضرموت لصاحبها طه السقاف والسلام لصاحبها أحمد عمر بافقية والذكرى لصاحبها عبد الله الحبشي والمهجر وتصدرها مجموعة الوحدة العربية بسنغافورة والجناح الرابع اشتمل على النشرات المهنية … واستوقفت عند صحيفة شبام حضرموت في عددها الأول بتاريخ 16-9-1998م والمروسه بالعنوان العريض ( من حضرموت الخير بالبشر جيت ناشر على الوحدة شراعي ) من أبيات الشاعر الكبير رحمه الله حسين أبوبكر المحضار فارس الأغنية والدان الحضرمي ? وعادت بي الذاكرة إلى الخلف 15عاما?ٍ حيث كنا نتصفح هذا العدد في صنعاء وكانت الأجواء مفعمة بالآمال والطموحات والتطلعات الكبيرة لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات … خصوصا?ٍ وأن الأرضية السياسية قد م?َهدت أمام المؤتمر الشعبي العام وأن الجماهير اليمنية العريضة قد أعطته الثقة في إدارة الدولة منفردا وأصبح صاحب السلطة ومالكها وصاحب القرار السياسي والتشريعي والرقابي , وحمدنا الله أننا خرجنا من مماحكات الائتلافات الحكومية وتبادل الاتهامات الائتلافية لتعطيل عمل الحكومات … ولكن يبدو أن البرد وني كان محقا وعارفا ببواطن الأمور حين قال :
ماذا احدث عن صنعاء يا أبتي مليحة عاشقاها السل والجرب
ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فأنبعثت في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث مابرحت حبلى وفي بطنها قحطان أو كرب
وفي أسى مقلتيها يغتلي يمـــــن ثاني كحلم الصبا ينأى ويقترب
نحن لازلنا نراهن علي حلم الصبأ الذي يقترب منا يوما بعد يوم ليضع اليمن علي أعتاب مرحلة جديدة قادمة ونظام سياسي جديد ويمن ثاني حاضن للجميع بالرغم من بخل الغيث وضبابية الرؤيا وتراكم المشكلات وتعقيداتها إلا أننا نقول لا بد أن يكون لحضرموت دور كبير في المشاركة السياسية والقرار السياسي وذلك لما تمثله من بعد تاريخي وجغرافي وثقافي واقتصادي وامني بالنسبة للجمهورية اليمنية ? وان تهياء الظروف المناسبة لانعقاد المؤتمر الوطني للحوار حيث لا يمكن لهذا المؤتمر أن ينعقد إلا بعد أن تمهد الأرضية المناسبة لإجراء الحوار وخصوصا الجانب الأمني الذي يعتبر الخطوة الأولى لإنجاح الحوار من خلال توحيد الأجهزة الأمنية وان تبسط الدولة يدها علي كل التراب اليمني وان تسود الديمقراطية الحقيقة لبلورة كل الروى والأفكار المطروحة والخروج بعقد اجتماعي جديد يلبي احتياجات الأمة ويمكن المواطنيين من اختيار الصيغة المناسبة للحكم الذي يريدونه ? والذي سيحقق لهم الأمن والاستقرار والتطور والنمو..