في ذكرى وعد بلفور.. الفصائل الفلسطينية: وحدها المقاومة تعيد الحق والأرض
شهارة نت – وكالات
104 أعوام مرّت على الوعد المشؤوم لبلفور، الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، الذي كرّس لاحقًا احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وبهذه المناسبة أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن المقاومة هي الخيار الوحيد الذي أثبت جدواه لاستعادة الحق المسلوب، والضامن لاسترداد الأرض.
فصائل المقاومة الفلسطينية
وأكدت فصائل المقاومة في بيان لها بالمناسبة، أنها ستسقط كافة المؤامرات التي “تحاك ضد شعبنا وقضيتنا بدءًا من وعد بلفور المشؤوم”، مشددة على أن “حق شعبنا بأرضه ووطنه وحق العودة حق ثابت ومقدس لم يسقط بوعد بلفور ولن يسقط بغيره من اتفاقيات العار التطبيعية”.
وطالبت الفصائل “حكومة بريطانيا بالاعتذار عن هذه الخطيئة والتراجع عنها وإزالة الضرر الواقع نتيجة لهذا الوعد المشؤوم بتعويض الشعب الفلسطيني عن كل ما اصابه من نكبات ومعاناة ودعمه في نيل حقوقه وعودته الى ارضه”.
كما أكدت “أن مؤامرات ومخططات تصفية القضية ستتحطم على صخرة وعي وصمود شعبنا الفلسطيني كما تحطم وعد بلفور”.
ورأت أن المطلوب اليوم ضرورة “إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس الشراكة الحقيقية، وترتيب البيت الفلسطيني من خلال بلورة برنامج وطني كفاحي، يشكل القاعدة الأهم في مسيرة التحرر الوطني ضد الاحتلال”.
وختمت بأن فلسطين ستبقى أرضًا إسلامية عربية، وستبقى المقاومة هي الحامية لحقوقنا وثوابتنا الوطنية.
حركة حماس
وأكدت حركة حماس في الذكرى 104 على وعد بلفور المشؤوم على أن أصحاب الحق يزدادون رسوخًا والاحتلال إلى زوال، مشددة على أن المقاومة بكل أشكالها، من الشعبية وحتى المسلحة، ستظل خيارًا مشروعًا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق شعبنا المسلوب وكنس الاحتلال.
وأكدت الحركة في بيان صحفي الثلاثاء،أن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ، وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.
وشددت على أن شعبنا الفلسطيني أكد على مر التاريخ، ورغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة والكثير من القرارات الباطلة والمؤامرات الدولية، تمسكه بوطنه فلسطين، وأنها لا تزال تسكن قلبه وروحه، وأن لديه الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلى عن ذرة تراب منها.
وشددت أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية، والقرارات الأممية، ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه.
كما أكدت الحركة إيمانها وسعيها الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية كضرورة استراتيجية تستلزم العمل من أجلها من قبل كل مكونات الشعب الفلسطيني، لبناء استراتيجية صمود ومقاومة للاحتلال الذي نتج عن هذا الوعد المشؤوم.
وتوجهت الحركة بالتحية لشعبنا المرابط في القدس وغزة والضفة والـ 48 والشتات والمنافي على صموده وثباته وتصديه لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية حقوقنا الوطنية، وإثباته أنه عبر تعاقب السنين يزداد ارتباطنا بحقنا وإصرارنا على مقاومة عدونا.
كما توجهت بالتحية لأهلنا في القدس وهم يقفون سدًا منيعًا في وجه المخططات الصهيونية الشرهة لقضم الهوية والتاريخ في القدس، وهم بذلك إنما يؤكدون أن المستقبل لهذا الشعب الصامد الذي لم يتنازل عن حقه، داعية الأمة العربية والإسلامية إلى نصرة القدس وقضاياها في هذه المرحلة الحساسة.
حركة الجهاد الإسلامي
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المقاومة هي الضامن لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، داعية العالم إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم عدوانية على يد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبرت في بيان لها أن تمسك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع كاملاً، في استرداد أرضه، ثابت لا يمكن أن تغيره كل الوعود ولا كل المواثيق والمعاهدات “فالحق لا يسقط بالتقادم مهما تعاقبت الأجيال ومهما طوى الزمان من العقود”.
وأردفت أن “المقاومة بكل أشكالها واستمرار مواجهة المحتل، حق مشروع لشعبنا، وهي الضامن لاستعادة الأرض وتحرير القدس ومسجدها الأقصى وكافة المقدسات، واستعادة فلسطين من بحرها إلى نهرها”.
وأوضحت أن صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفتح بعض الأنظمة العربية باب التطبيع مع العدو على مصراعيه، لا يقل خطورة عن تصريح بلفور المشؤوم، إن لم يكن التطبيع ضربة أكثر تنكيلا بالشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني أشد الويلات تحت احتلال إرهابي واستعماري مجرم.
كما دعت الحركة العالم كله لتحمل مسؤولياته في وقف معاناة شعب فلسطين، وأن يتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين، وأن تعترف الدول التي تواطأت وساعدت على احتلال فلسطين بالخطأ والجريمة التي ارتكبتها، وإلا ستظل الشعارات التي ترفعها عن العدالة والحرية والحقوق حبراً على ورق وتستراً على كل الأخطاء التي ارتكبت او ترتكب بحق فلسطين وشعبها”.
ولفت البيان إلى أن ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال هو أيضا نتيجة لتصريح بلفور المشؤوم، حيث تستخدم سلطات الاحتلال السجون والزنازين لتغييب أبناء شعبنا، إمعانا في سياسة التطهير العرقي، واصفا الاعتقال بأنه الوجه الآخر للقتل والاغتيال.
ويمثل “وعد بلفور” الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل والتر دي روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين.