الرئيس في مواجهة الخاطفين التاريخيين للدولة
الخطاب الرئاسي في الأكاديمية العسكرية? السبت الماضي? شكل إعلان ميلاد المشير عبد ربه منصور هادي? كرئيس جديد لليمن الجديد الذي ينشده اليمنيون منذ زمن طويل.
خطاب الـ5 من مايو يمثل -في تقديري- خطابا تاريخيا بالغ الأهمية? سواء من جهة المرحلة التاريخية الراهنة التي أتى فيها? أو من جهة أنه أول خطاب لهادي منذ انتخابه في فبراير الماضي? أو -وهذا هو الأهم- من جهة المشروع الوطني الإستراتيجي الكبير الذي كشف هذا الخطاب عن تبني هادي له? هادي الذي قدم نفسه لليمنيين واليمنيات كرجل دولة حقيقي يمكنه أن يلعب دورا حاسما في ترجمة تطلعاتهم التاريخية لبناء الدولة الوطنية? دولة المواطنة والقانون والمؤسسات في اليمن.
في خطابه التاريخي الهام? وقف الرئيس هادي على المسافة نفسها من كافة الأطراف السياسية والعسكرية والقبلية ذات الطابع الميليشاوي? وقد وجه نقدا لأداءات هذه الأطراف جميعا الرامية لمفاقمة الأزمة والتدهور في البلاد. وهو? إذ وقف على مسافة خارج صفوف وجبهات هذه الأطراف جميعا? فقد بدا أنه اختار الوقوف في صف شعبه فقط.
هذا الأمر أكده الموقع الذي كشف الخطاب أن هادي اختار الوقوف فيه بين مشروع الدولة الوطنية المأمول? وحالة الدويلات القبلية والدينية غير الوطنية القائمة في اليمن. أعيدوا قراءة خطاب الرجل جيدا? وستكتشفون موقعه بين هذين المشروعين? الذي أكد أنه سيرابط فيه مهما كانت الصعاب والعراقيل: إنه موقع مشروع الدولة الوطنية.
لهذا السبب تحديدا? ولأسباب أخرى عديدة? أتوقع أن يصطدم هادي بكافة أطراف الصراع والأزمات والحروب في اليمن بدون استثناء. وإذا أردتم معرفة مراكز القوى المضادة لمشروع الدولة الوطنية في بلادنا عبر تاريخها المعاصر? فقد يكون بوسعكم تشكيل صورة واضحة عنها من خلال إلقاء نظرة على جبهة القوى المضادة للرئيس هادي? التي يبدو أنها بدأت في التشكل والإعلان عن نفسها مؤخرا.
جبهة القوى المضادة للمشروع الوطني التي بدأت في التشكل? ومن المتوقع أن يخوض الرئيس هادي معها صراعا تاريخيا مريرا خلال المرحلة الانتقالية? عبارة عن تحالف عريض من مراكز القوى والنفوذ الإسلامية والقبلية والعسكرية غير الوطنية? التي تهيمن على إرادة قطبي العملية السياسية الرئيسيين في اليمن? وتختطف قراريهما: المؤتمر واللقاء المشترك.
من خلال إلقاء نظرة على الجبهة المضادة الآخذة في التشكل والإعلان عن نفسها في مواجهة الرئيس هادي اليوم? يمكنكم أن تبدأوا في التعرف عن كثب على خاطفي الحلم التاريخي اليمني? حلم الدولة الوطنية المحترمة والكريمة في اليمن.
– الأولى