قراءة في طبيعة الأزمات السياسية في العراق
من م?ْسلمات أمور العملية السياسية أن قادتها لم يتخطوا الأزمات ولن يتخطوها ? لاسيما وأن بعض المعنيين بشأن العملية السياسية والمقربين منها والمنخرطين فيها يصرون دوما?ٍ على تكرار قول أن قادة العملية ” يعتاشون “على الأزمات ? وتأكيدهم على أن رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ي?ْعد نموذجا?ٍ لأولئك القادة .
الملاحظ في النهج المتبع من قبل القادة الحاليين في حال إندلاع أزمة سياسية والتي غالبا?ٍ تكون أبعادها خارجية أتباعهم لمبدأ تعليق الأزمات بدلا?ٍ عن تصفيرها ? كما ي?ْفترض في بعض المسائل حفاظا?ٍ على المصلحة الوطنية ? ما يؤدي بتفجير سلسلة أزمات في آن واحد كلما مررنا بأزمة جديدة ? حل مصطلح ترحيل الآزمات محل تصفير الازمات وسياسة عبور مرحلة محل سياسة تثبيت دعائم مكتسبات المرحلة ? أصبحت قواعد أساسية في طبيعة المشهد السياسي وحالة سلوكية أعتاد عليها القادة .
بمعنى أن جوهر الأزمة الحقيقي في كل أزمة هو سلسلة أزمات تراكمية أخذت طابع الازمة الواحدة ? تعليق الأزمات عوضا?ٍ عن تصفيرها نهجا?ٍ سياسيا?ٍ نهجه?ْ قادة الصراع تنافسا?ٍ من أجل الفوز بإدارة الأزمة كأقوياء ومواجهة الخصوم كضعفاء وفق سياسية ” مطرقة وسندان ” ي?ْلوح بها تارة وي?ْضرب بها تارة أخرى أن أقتضى الأمر ذلك ?” المالكي نموذجا?ٍ مع خصومه ” في الامساك بملفات فساد ضدهم يلوح بها بين الحين والاخر كأداة حسم معركة سياسية ? و بنسب متفاوتة تحتفظ أطراف الأزمة بأدوات ضاغطه يلوحون بها كلما إشتدت الأمور وعصفت بهم ? مع الأخذ بعين الإعتبار بوصلة الإرادات الخارجية المؤثرة في حسم الأمور .
يتأمل بعض الساسة والمتفائلون بحل الأزمة الراهنة بمجرد إنعقاد المؤتمر الذي دعي إليه من قبل أطراف الأزمة السياسية ? عبر تفعيل بنواد إتفاقية أربيل المزعومة! ? رغم أن بعض الساسة المطلعين على مقررات إجتماع أربيل أكدوا في أكثر من مناسبة بجلسات خاصة على عدم وجود أي إتفاق حقيقي ” م?ْوقع ” بين القادة السياسيين كما روج في الاعلام ? سوى الاتفاق في حينها على فقرتين أساسيتين ?الاولى منها الموافقة على ترأس المالكي للحكومة وإصراره على ذلك بعدم الذهاب لاربيل قبل إبلاغه بموافقة الاطراف الرئيسية على ترأسه للحكومة ? والفقرة الثانية تتعلق بتقاسم المناصب والوزارات بين الكتل السياسية .أما بخصوص الورقة المقدمة من قبل التحالف الكردستاني والمدرج فيها تسعة عشر فقرة وغيرها ? لم يتم التوقيع عليها رسميا بين القادة السياسيين . “حسبما أفادت مصادر برلمانية مطلعة بذلك”.
لذا من المتوقع أن المؤتمر المزمع عقده لن يأتي بعصا سحرية أو يقدم مفاتيح حلول حقيقية لتذويب الازمات السياسية ? وأنما يتوقع منه تعليق للأزمة الحالية وترحيل آخر لمرحلة قادمة لا محال .
Moh.alyassin@yahoo.ca