السودان: البرهان يصدر قراراً بحل النقابات والاتحادات المهنية
شهارة نت – وكالات
أصدر قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، قراراً بحل النقابات والاتحادات المهنية في السودان.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن البرهان، أصدر اليوم الثلاثاء قراراً بحل اللجان التي تدير النقابات العمالية في البلاد.
وذكرت وزارة الإعلام السودانية أن سفراء السودان في فرنسا وبلجيكا وسويسرا أعلنوا انشقاقهم ورفضهم الانقلاب.
ووجهّت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، اليوم أيضاً رسالة لنظرائها حول العالم، قالت فيها: “غير معلوم مكان وجود رئيس الحكومة وبعض الوزراء حتى الآن”.
وتشهد السودان انقطاعاً في قطاع الاتصالات وفق ما نقلت وكالة رويترز عن شهود، الى ذلك فرضت قوات مشتركة من الجيش وقوات الدعم السريع حظر التجوال في مدينة أم درمان.
وكان مسؤولون في وزارة الصحة السودانية أعلنوا في وقت سابق اليوم مقتل 7 أشخاص وإصابة 140 آخرين جرّاء إطلاق القوات العسكرية الرصاص الحي على المتظاهرين الرافضين لقرارات المجلس السيادي في البلاد.
وفرضت قوات مشتركة من الجيش وقوات الدعم السريع حظر التجوال في مدينة أم درمان السودانية، في وقتٍ أفادت وكالة “سبوتنيك” “بإصابة عدد من المتظاهرين خلال الاحتجاجات الرافضة للإجراءات والقرارات بحلّ الحكومة وإعلان حالة الطوارئ”.
إلى ذلك، دعا تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني إلى “اتّباع شتّى أشكال التصعيد الثوري السلمي، مثل المواكب المستمرة وإغلاق الشوارع والعصيان المدني الشامل”، كاشفاً عن ترتيبات تجري لفعاليات تصعيدية كبرى وملء الشوارع بالسودانيين لإفشال سيطرة الجيش على السلطة.
وحول آخر التطورات في المشهد السوداني، دان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إجراءات القوات العسكرية السودانية، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعليق المساعدات الطارئة للسودان، وطالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين، وأعلنت أنها ستعيد تقييم علاقاتها مع هذا البلد، وذلك بعد عام تقريباً على رفع السودان عن قائمة الإرهاب وإعادة “الحصانة السيادية” إليه.
هذه التصريحات جاءت رداً على إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، حلّ المجلس السيادي والحكومة، إلى جانب إعلانه حالة الطوارئ في البلاد. ودعا البرهان كذلك إلى إجراء انتخابات في تموز/يوليو 2023، ورأى تجمُّع المهنيين السودانيين في المقابل أنَّ “البرهان كتب نهايته بيده، وأنَّ قراراته ليست للتنفيذ، بل إلى مزيلة التاريخ”.
واعتبرت وزارة الإعلام السودانية أنّ ما حدث في السودان “انقلاب عسكري متكامل الأركان”، ودعت الجماهير إلى “قطع الطريق على التحرّك العسكري حتى إسقاط المحاولة الانقلابية”.
توالى الكثير من المواقف الدولية بعد أحداث أمس في السودان، إذ دعت السفارة الأميركية في الخرطوم كل الأطراف التي تعطّل الانتقال بقيادة المدنيين في السودان إلى التنحي، وأعلن الاتحاد الأوروبي ومجلس الدوما الروسي أنه يتابع بقلق شديد تطورات الأحداث في السودان. مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نددت بالانقلاب، كذلك برزت إدانات من بريطانيا وفرنسا.
الأمم المتحدة دانت كذلك الانقلاب في السودان، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء السودانيّ عبد الله حمدوك والمسؤولينَ الذينَ جرى اعتقالهم.
وصرح السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف أن روسيا قلقة إزاء الوضع في السودان ، وتأمل في عودته عاجلا إلى المجرى الدستوري ، وتدعو الأطراف إلى التحلي بضبط النفس.
وعلى حد قوله: “إننا قلقون بالتأكيد ونود أن نرى عودة الوضع في البلاد العودة المجرى الدستوري في أقرب وقت ممكن. وبالطبع ، ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس”.
وكانت وزارة الإعلام السودانية أعلنت أنه تمّ اعتقال أعضاء في مجلس السيادة الانتقالي من المكوّن المدني وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية، وقالت إنّ القوات العسكرية المشتركة تحتجز رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في منزله، وتمارس ضغوطاً عليه لإصدار بيان مؤيد “للانقلاب”.
أما عربياً، فقد أكّدت الجزائر ضرورة “التحلّي بروح المسؤولية وضبط النفس”، ورأت مصر أن “أمن السودان واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر والمنطقة”. الموقف نفسه أعرب عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إذ دعا جميع الأطراف إلى التقيد بالوثيقة الدستورية.
ويعيش السودان حالةً من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة المجال لتراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما السلطةَ بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019.