اليمانيون في المولد النبوي.. ضخامةُ الحشود ودقةُ التنظيم
بقلم/ مرتضى الجرموزي
بزَخَمٍ جماهيريٍّ فاق التخيُّلات وقلَبَ الموازينَ وغيّر المعادلات وحشر المنافقين وأئمةَ الضلال في قوقعة التيه والضياع ورمى بهم إلى دهاليز ومستنقعات الزمان المجهول، وحين يرون ساحة الرسول الأكرم بميدان السبعين والساحات في المحافظات مكتظةً بالحشود في حضرة رسول الله كيومٍ من أَيَّـام الله المباركة.
خرجت الحشود وتوافدت من كُـلّ حدب وصوب إلى العاصمة النبوية صنعاء الحضارة والإنسان العقيدة والجهاد والدفاع المقدّس وإلى ميادين الاحتفال بالمحافظات في أكثر من 30 ساحة نبوية مباركة احتضنت عشّاقَ ومحبي رسول الله في ذكرى مولده الشريف.
لوحةٌ بديعةٌ رسمها اليمانيون، صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونساؤهم وقادتهم وزعماؤهم ورجال الأمن والجيش.
أفواجٌ من بني الأنصار وسيولٌ بشرية اكتظت بها صنعاء والمحافظات الحرّة المجاهدة؛ عشقًا وولاءً لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
ورغم الحصار ورغم بالحرب العدوانية والمعاناة، خرج الملايينُ من أبناء اليمن للاحتفاء بمولد النور والسراج المنير المحمدي.
وما بين الحشود المليونية والتنظيم الباهر والسلس والمترافق مع الترتيبات الأمنية لرجال المسيرة القرآنية، فقد كان الحضور ملفتاً للغاية، وساعد اللجانَ التنظيمية والأمنية، وتفاعل مع المناسبة بكل عقلانية، وهو الذي قطع المسافات وتجاوز المعوقات؛ ليحتفل بمولد الرسول الأعظم وليغيظ به الكفار والمنافقين ويرفع من ذكر رسول الله، يُمَجِّدُه ويعظّمه ويعزّره ويوقّره.
وبهُتاف “لبيك يا رسول الله”، كانت جبال اليمن وسماؤها تهتفُ مع كُـلّ صرخات الحاضرين، وبصوت واحد كهدير السيل الجارف اهتزت لوَقْعِه قصورُ ممالك الشر والنفاق وارتعدت فرائصهم وتوارى الصهاينة خلف الرعب والهزيمة الساحقة الماحقة من التواقين حبَّاً وشوقاً لقتالهم وجهاً لوجه لا عن طريق الأدوات والأذيال.
الحشود المؤمنة المحتفية بميلاد خير البشرية خرجت وكُلُّها حُبٌّ وولاءٌ لرسول الله وعَلَمِ الزمانِ مُجَدِّدِ الدين ومحيي السنن ومميت البدع، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وكان أن شكّلت تلك الحشود لوحةً إيمانيةً قهرت أئمةَ الضلال والنفاق وهي تناطح بهاماتها السُّحُب، وبتلبياتهم أُخرِس الْمرْضى وضعافُ النفوس، وحارت ألسُنٌ طالما تشدقت بإيمانها وحبها لرسول الله لتجد نفسَها اليومَ تنعت المحتفلين وتتهمهم بالمبتدعة جزافاً وإرضاء لأربابها من قوى الاستكبار.