يكفي فالعالم محتاج إلينا
من يطالع كتب التاريخ الإسلامي منذ فتنة عثمان – رضي الله عنه – حتى تاريخنا المعاصر يجد ظاهرة واضحة كل الوضوح? وهي أن الدين ص?َب عليه من الكيد والتآمر ما تزول منه الجبال الشم الرواسي (و?ِق?ِد? م?ِك?ِر?ْوا م?ِك?ر?ِه?ْم? و?ِع?ن?د?ِ الل?ِ?ه? م?ِك?ر?ْه?ْم? و?ِإ?ن? ك?ِان?ِ م?ِك?ر?ْه?ْم? ل?ت?ِز?ْول?ِ م?ن?ه?ْ ال?ج?ب?ِال?ْ)الآية (46)(سورة إبراهيم)? وكانت ومازالت تلك المؤامرات? و الدسائس تهدف إلى تشويه صورة الإسلام وقلعه من جذوره في بعض الأحيان? ساندها في ذلك –للأسف – جهل المسلمين بالإسلام? وعدم فهمهم بطبيعته وخصائصه? فالبعض يختزله في مسبحة وثوب مرقع ودف وترنيمة عاطفية تهتز لها الأبدان وتذرف لها العيون? والبعض الأخر يصوره في أسرة أو شخصية يرجع كل شي إليها رغم عالمية الإسلام وواقعيته? والبعض الأخر يحجم الإسلام في الخروج في سبيل الله أربعين يوما أو سنة بالنية والبطانية? والبعض الأخر يرون الإسلام في استئصال شأفة المخالف أيا كان مسلما أو كافرا مادام يخالفهم الرأي الذي تبنوه المهم عندهم القتل والقتال حتى لو أدى ذلك إلى إهلاك الحرث والنسل للعالم كله? والبعض عاكف على مسائل فروعيه يقيم الدنيا ولا يقعدها عليها وكأنها الدين كله? ورغم أني مقتنع كل الاقتناع بالتكامل في الأدوار فيما بين الجماعات الإسلامية? إلا إني لا أشك لحظة أن هذا الأسلوب عند هذه الجماعات ليس هو الإسلام بشموليته وعالميته وواقعيته ووسطيته ورحمته للعالمين.
ولولا أن الله عز وجل تكفل بحفظ هذا الدين (إ?ن?ِ?ا ن?ِح?ن?ْ ن?ِز?ِ?ل?ن?ِا الذ??ك?ر?ِ و?ِإ?ن?ِ?ا ل?ِه?ْ ل?ِح?ِاف?ظ?ْون?ِ (9) الحجر) لكانت تلك المؤامرات وما ساندها من جهلنا وعدم فهمنا للإسلام كافية بالقضاء عليه و محو أثرة.
ومن المعلوم أن الاتحاد السوفيتي السابق ظل سبعين سنه تحت تأثير الكيد و المؤامرة من مناوئيه فخر? صريعا مضر???جا بالخزي والعار والشتات والفرقة و الضعف.
لكنه الإسلام الدين الرباني الذي قال عنه ربنا ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” سورة المائدة:3 ” سيظل يقام ويقام حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
لكن لماذا لا نفقه أن المؤامرات العدائية لهذا الدين تتغير زمانا?ٍ ومكانا?ٍ وحالا?ٍ? ولماذا نعطي فرصه للعدو في تحقيق أهدافه وطموحاته ومأربه?وذلك عن طريق اجترار الماضي المؤلم البئيس رغم علمنا بآثاره السلبية علينا.
نحن نعلم أن المؤامرة بدأت على يد اليهودي الماكر عبد الله بن سبأ ثم تلقفاها قادة الدولة الفارسية الذين سكن الحقد قلوبهم لزوال سلطانهم على شعوبهم المظلومة المقهورة باسم النار المقدسة على يد المؤمنين المصلحين حينما انهزموا أمام جحافل النور والإيمان القادمة من طيبة الطيبة?لجأوا إلى تشويه صورة الإسلام وإخفاء جماله? واختزاله في صورة شخص? أو بيت? وما فتيوا في انتقاص حضارة الإسلام وتشويه أكرم جيل عرفته البشرية الا وهم أصحاب رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم.
لقد أحدث هذا التشويه وتلكم المؤامرة أثرا?ٍ بالغا?ٍ في تشتيت المسلمين? ووهن قوتهم وتفرق كلمتهم?وكان الظن بالعقلاء من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العصر أن يتفطنوا لآثار تلك الفتنة المدمرة بتوجيه الأمة إلى العلم?والقوة?والحضارة بدلا?ٍ من اجترار الماضي والعيش أسراء في أحداثه التي مضت منذ أكثر من ثلاثة عشر قرن من الزمان? ولو سألت أحدهم لماذا كل هذا العداء والعناد لقال إننا نناضل من أجل حق سلب من بعض أصحاب رسول الله!!
يا قوم تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت عجيب أمركم!!
هل هناك أمة من الأمم تحترم نفسها وتقلق من واقعها المؤلم وتشتغل بخلاف عفا عليه الزمان? وتغفل عن أخطاء محققة محدقة بها سبحانك ربي.!
ترى لو أن?ا قدمنا للعالم القي?م التي يدعو إليها ديننا بعيدا?ٍ عن ذلك الخلاف لو قدمنا للعالم الإسلام بصفائه? وأخلاقه ? وروحه.. كيف سيصبح العالم المادي الذي يعيش ثورة المعلومة والآلة والاتصال والطاقة? ترى لو كان مكتشف القنبلة الذرية مسلما?ٍ يعي أثر الخلق القويم في المجتمع? لأصبح للطاقة الذرية شأن مفيد في الحياة لا يمكن تصوره.
أعتقد أننا مخطئون إلى الآن لعدم استفادة العالم المتقدم من الإسلام وسوف يسألنا ربنا العزيز عن تقصيرنا وتفريطنا وانشغلنا بالجزئيات عن الكليات وبالفروع عن الأصول.
هذا “آرثر ألسنون” البريطاني الجنسية يحمل المسلمين المسؤولية بعد أن أسلم في أعقاب مؤتمر الإعجاز الطبي في القرآن والذي عقد في القاهرة عام 1985م يقول مخاطبا?ٍ المؤتمر
“كيف يكون هذا العلم عندكم ولا تقدموه لنا أن لي زملاء لو علموا ما علمت لأسلموا كما أسلمت.
وعميد كلية الطب بجامعة(شانج ماي- بتايلاند) تاجاتات تاجاسون وقد كان بوذيا?ٍ أسلم بعد أنتها أعمال المؤتمر الطبي السعودي الثامن 1404هـ .
قال : “ومن هنا فإننا ندعو علماء المسلمين الذين لهم دراية بالعلوم التجريبية إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم نحو كتاب ال