المانيا تحبط مخطط سعودي يتعلق بإرسال مرتزقة الى اليمن براتب 40 ألف يورو
شهارة نت – برلين
أفشلت نيابة مكافحة الإرهاب في ألمانيا، امس الأربعاء، محاولات سعودية لتجنيد مئات المرتزقة من أجل القيام بعمليات عسكرية قذرة في اليمن.
وقالت وسائل اعلام المانية أن مكافحة الإرهاب في ألمانيا، اوقفت جنديين سابقين كانا يعتزمان تشكيل قوة من المرتزقة وإرسالها للقتال في اليمن، مشيرة الى أن المشتبه بهما يعتزمان تشكيل “وحدة شبه عسكرية قوامها بين 100 و150 رجلا” مكونة بشكل رئيسي من شرطيين وجنود سابقين، بحسب بيان صادر عن النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه..
وأفاد بيان المدعي العام بأن المتهمين اللذين عرفا باسمي أرند-أدولف جي، وأخيم إيه، قررا في أوائل 2021 تشكيل وحدة شبه عسكرية من أفراد سابقين بالجيش والشرطة الألمانيين، لافتا الى أن هدفهما الرئيسي كان أن يحصل كل مرتزق على 40 ألف يورو (46 ألفا و500 دولار) شهريا، وأنهما كانا يعتزمان عرض تلك الرواتب الشهرية على عناصر سابقين في الجيش أو الشرطة الألمانية.
وقالت النيابة إن أخيم إيه “كان على مدى فترة طويلة في حوار مع مسؤولين في الحكومة السعودية” من أجل تمويل المشروع، وإنه “حاول بشتى الطرق إنشاء قناة اتصال مع الجهات الحكومية السعودية والحصول على موعد اجتماع لتقديم عرضهما”، الا أن النيابة زعمت أن كل تلك الجهود ذهبت سدى، إذ لم يتلقَّ أي رد سعودي.
وكان أحد المتهمين مسؤولاً عن تجنيد مرتزقة، وقد اتصل بالفعل، بحسب النيابة، بـ7 أشخاص على الأقل لهذا الغرض.
وتتنافى المزاعم التي ساقتها النيابة بشأن عزوف السعودية مع المشروع، مع سير التحقيقات مع المتهمين اللذين اعترفا بتواصلهم مع العديد من الجنود والضباط الالمان، ما يؤكد حصولهما على موافقة سعودية بالبدء بالمشروع.
كما أشارت النيابة الاتحادية المسؤولة عن قضايا الإرهاب إلى أن “المشتبه بهما كانا على دراية بأن الوحدة التي سيقودانها ستكون حتما مطالبة بارتكاب أعمال إجرامية أثناء مهمتها” في حال تدخلها في اليمن.
وأضافت “كانا يتوقعان أيضا مقتل وجرح مدنيين في العمليات القتالية”.
وأشارت النيابة إلى أن القوات الخاصة ألقت القبض على الرجلين صباح الأربعاء في منطقة برايسغاو هوخشفارتزوالد (جنوب) وفي ميونخ (جنوب)، وتم تفتيش شقتيهما وأملاك أخرى.
وبحسب مجلة دير شبيغل الأسبوعية، فإن أرند-أدولف جي، وأخيم إيه كانا مظليين في الجيش الألماني، ثم عملا في شركة أسغارد للخدمات الأمنية الخاصة، المثيرة للجدل.
من جانبها أكدت مصادر خاصة لـ”شهارة نت” أن التحقيق الاستقصائي كشف عن عدم رد السعودية على المشروع لكنها لم تشير الى رفض السعودية له، لافتة أن الرياض كانت عاجزة في البداية عن توفير الميزانية المطلوبة لفريق المرتزقة سيما في ظل تدهور اوضاعها الاقتصادية نتيجة وباء كورونا وانخفاض اسعار النفط.
غير ان السعودية وبعد انتعاش اسواق النفط لجأت خلال الايام الماضية الى التواصل مع الشركة بغية تمويل المشروع.
وفي عام 2010، أحدثت الشركة ضجة في برلين عندما أبرمت عقدا مع معارضين للحكومة الصومالية.
وفي عام 2020، تعرضت أسغارد، التي تجند أعضاء سابقين في الجيش الألماني والشرطة، لانتقادات بعد أن كشفت وسائل إعلام ألمانية أنها كانت بمثابة منصة لشبكة واسعة من اليمين المتطرف.
الشركة الأمنية الخاصة “أسغارد” (Asgaard)، وفق تقرير استقصائي مشترك قامت به مجلة “شبيغل” وبرنامج “كونتراست” السياسي التابع للقناة العمومية الأولى ARD كشف في العام الماضي عن قيام الشركة الألمانية التي تتخذ من مدينة هام (غرب) مقراً لها، بالعمل داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، حيث تتواجد القوات الامريكية وضباط سعوديين.