إرادتكم ستنتصر على سجانكم
لقد اثبت أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية بإرادتهم الصلبة في مواجهة السجان الإسرائيلي إن الكف الأعزل يمكن أن يواجه المخرز بل وينتصر عليه ? ما يخوضه أسرانا من معركة غير متكافئة ضد السجان الإسرائيلي والتي لا يمتلكون فيها إلا أمعائهم الخاوية وإرادتهم الصلبة كسرت كل المعادلات في الصمود وأثمرت هذه المعركة عن كسر عنجهية السجان الإسرائيلي . في هذه الأيام الهامة في تاريخ شعبنا الفلسطينية وقضيته العادلة ليس أمامنا إلا أن نقف وقفة شموخ وإجلال أمام هذه العزيمة الفولاذية التي يتحلى بها أسرانا البواسل الذين كانوا أيضا نماذج لقيادة المقاومة الفلسطينية قبل الأسر.
ماقام به الأسير المحرر خضر عدنان والأسيرة المحررة هناء الشلبي وما قام به الأسرى من قبل وما يقوم به الأسرى الآن من معركة شرف ضد المحتل الإسرائيلي الذي سلبهم حريتهم وعاقبهم على نضالهم ضده من اجل انتزاع الحق الفلسطيني من براثن الاحتلال الإسرائيلي لهو يسطر بمداد من نور في كتب التاريخ بصفحات ناصعة تجسد ملحمة بطولية يخوضها أسرى مطالبين بحريتهم ومن قبلها حرية شعبهم المحتل . وإننا نشد على أيدي أسرانا الأبطال الذين يخوضون الإضراب عن الطعام على الرغم من معاناة عدد كبير منهم من الأمراض جراء معاناة الأسر وقمع الجلاد الإسرائيلي ? وحتما يا أسرانا ستنتصرون على جلادكم فإما الحرية وإما الشهادة وفي كلا الأمران انتم منتصرين في سبيل نيل حريتكم حيث لا يختلف السجن عن الموت فانتم شهداء مع وقف التنفيذ. لا تلتفتوا يأسرانا لحالة الانقسام السياسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني فانتم رمز الوحدة المتبقي لنا حيث انتم القضية التي يجمع عليها جميع أبناء الشعب الفلسطيني وانتم أول من خط وثيقة للوفاق الوطني لإنهاء الانقسام السياسي . وعلى الرغم من حالة القمع المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحقكم والعمل على ثنيكم عن إضرابكم المشروع عن الطعام إلا إننا ثقة بكم إنكم ستواصلوا إضرابكم حتى تحقيق مطالبكم المشروعة التي نصت عليها كل المواثيق والأعراف الدولية التي تحفظ حق الأسير في زمن الحرب . المنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة مطالبة باتحاد موقف جاد وحازم ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يمارسه بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية من إجراءات العزل الانفرادي ومنع الحق في التعلم ومنع زيارة ذويهم وعدم تلقي العلاج للأسرى المرضى .
وما يحصل من صمت وتواطؤ من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تجاه ما يحصل للأسرى الفلسطيني في السجون الإسرائيلية هو وصمة عار على جبين هذه المنظمات التي تصم أذاننا بحرصها على حقوق الإنسان وحرية الشعوب. الفصائل الفلسطينية مطالبة بالعمل بشكل جاد من اجل تطبيق اتفاق المصالحة وطي صفحة الانقسام لتقديم خطوة معنوية هامة تعزز صمود الأسرى في هذه المرحلة الهامة في نضالهم ضد السجان الإسرائيلي ? حيث هذه هي الخطوة التي يحتاجها الأسرى وليس الخطابات الرنانة والبيانات الحماسية . الأسير الفلسطيني حينما غلب حرية شعبه على حريته لم يكن يحلم بان الانقسام السياسي الذي يعصف بالساحة الفلسطينية هو ما ستؤول إليه القضية الفلسطينية ?إن توحيد الجهود الوطنية وطي الانقسام هو واجب وطني عاجل والتوجه بشكل موحد لدعم قضية الأسرى وتدويلها في المؤسسات والمحافل الدولية. ختاما أسرانا البواسل انتم حتما منتصرين على سجانكم وسينتصر الكف على المخرز.
صحفي وكاتب فلسطيني