النصرُ الإلهي
بقلم/ يحيى المحطوري
هُزِمَ التحالُفُ العالمي في عدةِ معاركَ متتالية في مأرب، وقد ألقى بثقلِه العسكري كاملًا فيها جوًّا وبرًّا، عسكريًّا وفنيًّا ولوجستيًّا.
ما يتم الحديثُ عنه من تخاذُلٍ أَو نقص عدة أَو عتاد مُجَـرّدُ مبرّراتٍ واهية لخداع المرتزِقة وتقليلِ حجمِ الانتصارات الكبيرة التي تتحقّق لصنعاءَ يوماً بعد آخر.
لم ينقصْهم الوقتُ، ولم تعجزْهم الإمْكَاناتُ والقدراتُ الحربيةُ، ولم يقصِّروا في دعم الموقف سياسيًّا وإعلاميًّا ودبلوماسيًّا، والتصريحاتُ الأمريكية شاهدةٌ على ذلك.
ضغطوا اقتصاديًّا، وحاصروا اليمن بشكل لم يسبقْ له مثيلٌ في سنوات العدوان ولا في أي صراع عسكري في التاريخ المعاصر.
بذلوا كُـلَّ ما في وِسْعِهم وحشدوا مرتزِقتَهم من مختلف الفئات المتباينة والمتآلفة، واجتمع العفاشي والإخواني والجنوبي والإصلاحي والداعشي والقاعدي والسعوديّ والإماراتي والأمريكي، الكل مشاركٌ في معاركهم في مأرب، ولدينا الرصدُ الذي يثبت ذلك، وهم أعلنوا ويعلنون عن ذلك طوالَ الفترات الماضية..
ورغمَ كُـلِّ ذلك لا تزال إخفاقاتُهم مُستمرّةً، ومع كُـلِّ هزيمة يتهم بعضُهم بعضًا، تماماً كأصحابِ النار حين تتجلَّى خسارتُهم الفادحةُ فيُقبِلُ بعضُهم على بعض يتلاومون.
إن ما يحدُثُ خارقٌ للعادة ومخالِفٌ لكل توقعاتهم ومتنافٍ مع كُـلّ تجهيزاتهم واستعداداتهم وهزيمة لكل تنسيقاتهم وترتيباتهم.
إنها انتصاراتٌ فوقَ مستوى صنعاءَ ورجالِها فعلًا، ولا تفسيرَ له سوى قول الله تعالى:
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ..
وقوله:
كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.
والعاقبةُ للمتقين.. ولا عدوانَ إلا على الظالمين.