رسائل «بن لادن» تكشف انقسامات «القاعدة».. ورفضه لفروع فى التنظيم
كشفت الوثائق التى عثرت عليها القوات الأمريكية الخاصة فى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة السابق فى باكستان أسامة بن لادن? العالم السرى للتنظيم? وأن الزعيم الراحل كان يزدرى جماعات تابعة لتنظيمه فى اليمن والصومال وحتى فى العراق? وأنه كان قلقا بصورة خاصة على صورة القاعدة وأمنها? كما تكشف عن فرار بعض قادة القاعدة إلى إيران بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان? بينما زعم غواص أمريكى أنه حدد الموقع الذى ألقيت فيه جثة «بن لادن» فى البحر.
ووصفت بعض الوثائق القاعدة بأنه تنظيم منقسم يبدى زعيمه القلق حيال فعاليته والمستقبل? وتناولت إحدى الرسائل الانقسامات داخل القاعدة? ونددت إحدى الرسائل بالعنف الذى لا يمكن التحكم به لحركة طالبان باكستان? وبالامتيازات التى استأثر بها زعيمها حكيم الله محسود? وجاء فى رسالة أخرى الانتقادات الضمنية من أيمن الظواهرى الذى تولى رئاسة التنظيم بعد مقتل «بن لادن». وتبين الرسائل كيفية إعادة تشكيل القاعدة لاستراتيجيتها? لأن هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار على منطقة القبائل الباكستانية شلت التنظيم? ودفعت بمؤسسه للنظر فى سحب مقاتليه منها.
وأظهرت الوثائق أنه لم يكن المحرك للجماعات الجهادية فى أنحاء العالم وأنه شكا من «ضعف كفاءتهم». وقال تقرير لمركز مكافحة الإرهاب الذى نشر الوثائق أن «بن لادن» كان يشعر بالقلق بشأن القاعدة فى جزيرة العرب وحث قادتها على تركيز الجهود على مهاجمة الولايات المتحدة بدلا من الحكومة اليمنية أو قوات الأمن. وقال ليام كولنز? مدير مركز مكافحة الإرهاب: «يبدو أن «بن لادن» كان يبذل جهدا?ٍ مضنيا?ٍ للسيطرة على أفعال تلك الجماعات التابعة للقاعدة وعلى تصريحاتها العلنية»? وتكشف الوثائق أن القاعدة كانت تتعرض لكارثة تلو أخرى.
وكشفت الرسائل أن تصرفات القاعدة فى العراق كانت مصدر قلق لـ«بن لادن» خصوصا قيامها بقتل المدنيين الشيعة عقب الغزو الأمريكى? وأن أحد المتحدثين الرئيسيين باسم القاعدة باللغة الإنجليزية? وهو الأمريكى المولد آدم جادان? اقترح أن تبعد جماعة القاعدة الرئيسية نفسها عن تنظيم القاعدة بالعراق.
كما هاجم حركة شباب المجاهدين فى الصومال وتطبيقهم الشريعة بشكل خاطئ ووصفهم بـ «الوحشية»
وكشفت الوثائق أن «بن لادن» كان لا يقدر كثيرا أنور العولقى وهو داعية متشدد أمريكى المولد اتهم بالتحريض على عدد من الهجمات العنيفة فى اليمن وقتل فى هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار العام الماضى. كما حذر «بن لادن» أمير تنظيم القاعدة فى اليمن ناصر الوحيشى من محاولة السيطرة على اليمن لإقامة دولة إسلامية? ونصحه بتركيز جهوده على مهاجمة الولايات المتحدة والغرب.
وتسأل إحدى الرسائل الواردة للقاعدة من غزة عن السماح بتسلم حركتى الجهاد الإسلامى وفتح أموالا من التنظيم وغضب جيش الإسلام من حصول حركة الجهاد على أموال إيرانية.
وحول وضع «بن لادن» فى القاعدة? قال مركز مكافحة الإرهاب إنه «لم يكن? كما يعتقد كثيرون? الرجل الذى يمسك بخيوط الدمى ليحرك جماعات الجهاد فى شتى أنحاء العالم»? وأنه كان «مثقلا بما يراه من قلة كفاءة بعض قيادات التنظيم»? وأضاف المركز أن «بن لادن» أبدى قلقه على أمن العمليات وكان ينصح منفذيها بعدم الالتقاء فى الطرق. وعبر عن قلقه بشأن سلامة ابنه «حمزة» مطالبا بتأمينه هو ووالدته? وحث الآباء على تعليم أبنائهم اللغة المحلية حتى ينخرطوا فى المجتمع? وأبدى «بن لادن» انشغاله بأفغانستان? وقال: «إن الجهاد فيها فرض عين».
وقالت إحدى الوثائق إنه بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان عام 2001? فر بعض زعماء القاعدة وأسرهم إلى إيران? ووضعتهم السلطات هناك قيد الإقامة الجبرية? ثم أفرجت عن بعضهم ومن بينهم أفراد من أسرة «بن لادن»? وأبقت على آخرين. وبحسب الوثائق شكا عطية عبدالرحمن? الذى أصبح الرجل الثانى فى القاعدة بعد مقتل «بن لادن»? بمرارة من تعامله مع الإيرانيين ومن أساليبهم البيزنطية فى التفاوض? وقتل «عبدالرحمن» لاحقا فى غارة أمريكية