أصعب مراحل البلاء أقربها للفرج
بقلم/ فهد شاكر أبو راس
بعد أن طال الفراق والإنتظار وبعد أن أحترق قلب نبي الله يعقوب (عليه السلام) لسنوات من فراق يوسف (عليه السلام) وإضافة إلى ذلك الفراق والحُزن تحسُر قلبه من سوأة أبناءه كيف سولت لهم أنفسهم بيع أخاهم بثمن بخس،،،
ولكن ماذا بعد كل ذلك العناء والبلاء العظيم والحُزن الشديد والبكاء لسنوات من ألم الفراق وهم الإنتظار لعودة ولده يوسف..؟!
اشتد عليه البلاء أكثر وعظم الحُزن وفقد إبنه الآخر الذي كان يشتم فيه رائحة ولده يوسف،،،
وكأن كل ما مضى من من العناء والصبر على البلاء لم يكن كافياً ليعود يوسف،،،
بلاء عظيم وصل بنبي الله يعقوب (عليه السلام) إلى أن أبيضت عيناه من ألم الحُزن وذرف الدموع، في أصعب مراحل البلاء والشدة والعناء،،،
حينها نبي الله يعقوب علم يقيناً أن إشراك الآخرين بحب الله وإن كان أحد ولده ووارث النبوة من بعده ذنباً عظيماً يجب التوبة منه والإقبال إلى الله دون سواه،،،
حينها عاد البشير حاملاً قميص العزيز ونور عين أبيه مُبشراً بعودة يوسف وأخاه،،،
لحظات سعيدة اللحظة الواحدة منها كفيلة بنسيان كل ذلك العناء والحُزن،،،
ما أعظم لطف الله بعباده وما أدق تدبيراته وما أقرب حلاوة الفرج والسعادة من مرارة البلاء والحُزن،،،
فنحن والله وكلنا ثقة بالله قد علمنا يقيناً أنه ما فقدنا عدن وبقية المحافظات الجنوبية إلا ليعود جنوب اليمن ومعه نجران وجيزان وعسير، وأنه كما ارتد نبي الله يعقوب بصيراً بثوب يوسف، فقد ارتد شعبنا اليمني اليوم بصيراً بثوب الولاء لمحمد (صلى الله عليه وعلى آله) والولاء لآل بيته الطاهرين والسير على خطاهم ولم يتبقى له اليوم إلا شد الرحال والخروج للقاء يوسف وأخاه ولله عاقبة الأمور…