أمريكــا قلقـــة جدا?ٍ
يقول السفير الأمريكي حفظه الرب أن امريكا قلقة من القاعدة وقلقة جدا?ٍ من الحراك الجنوبي “الانفصالي” ايضا?ٍ بحسب رواية صحيفة أخبار علي محسن الأحمر بيض الله ورقها ?والأمر طبعا?ٍ لا يثير السخرية من السفير الأمريكي بل من العالم العربي بأسره بما في ذلك شمال اليمن وقواه السياسية والاجتماعية? ليس قلقا?ٍ مما يحصل في الجنوب تعرفون لماذا لأنه الشمال وقادة الشمال هم من يحركون قلق أمريكا ومن يجعلها مطمئنة? هم من يحركون القاعدة وهم من يوقفها وهم من يبيع لها الأرض والثروة وهم من يمنعها ? لذلك قلق أمريكا وشركائها أمر طبيعي ..
من حق أمريكا اليوم أن تقلق لما يدور في الجنوب وذلك تأمينا?ٍ لمصالحها في المنطقة من خيرات ونفط وغاز هي وغيرها من مصدري النفط والغاز المسال الذي يتعرض كل يوم لعمليات استهداف اذا ما تحرك المجتمع الدولي في تأييد او قرار يصب في مصلحة القضية الجنوبية لكي يرسلون لأمريكا اشارة أن مصالحهم معها وليس مع القضية الجنوبية وشعب الجنوب.
يقف المجتمع الدولي وامريكا بالذات عاجزين عن تقديم أي حل جذري للقضية الجنوبية ولكنهم يقدمون ألف حل للأزمة اليمنية ! لكونها تحاول جاهدة ان لا تخسر عملائها في الشمال كي لا تفقد مصالحها في اليمن ككل وبما أن كل ناهبي الجنوب وقتلة الجنوبين موجودون في الشمال وهم بقوتهم العسكرية قادرون على فرض السيطرة على الجنوب فالقضية الجنوبية ليست مهمة بالنسبة لهم طالما أن حلها قد ينجب دولة او نظاما?ٍ قد يقلل من سيطرة امريكا على الوضع او ربما انه قد يطرحها في مواجهة مع عدو تاريخي كالعدو الإيراني ? وهكذا تظل أمريكا قلقة جدا?ٍ لهذا الأمر .
ما يجب ان يفهمه الجنوبيون ممثلين بالحركة الاحتجاجية “الحراك” هو أن امريكا ليست مستعدة لخسارة نظام يقدم لها كل ما تريده على طبق من ذهب بل واكثر من هذا ? وان وقوفها اليوم ضد القضية الجنوبية ليس من فراغ ? بل لأن صراع المصالح هو ما يحركها تجاه أي قضية تتخذ فيها أمريكا قرار تأييد أو رفض ? لهذا من الطبيعي ان تقلق ليس على وضع الجنوب او شيء آخر أنما على نظامها وعملائها هنا كي لا يؤثر ذلك سلبا?ٍ على سيطرتها على قرارات يمنية مستقبلية ? وحين تصل امريكا إلى مرحلة معينه قد تؤيد قضية الجنوب مقابل مكاسب اخرى تضعها بعين الاعتبار وقد تقوم هي بالإشراف على عملية فك الارتباط بين الدولتين اذا ما تغيرت الظروف .
وما يجب على أمريكا أن تفهمه هو أن خذلانها لشارع مدني وشعب يبحث عن نظام وقانون فأنها ترميه بأكمله تجاه شريك “ايران” حينها ستتمنى أمريكا لو أنها لم تقلق من قبل على خسرانها للساحة الجنوبية ? وأعتقد أن حضن ايران الذي يلوح به للجنوبيين قد يصبح في يوم ما ملجأ لهم ولن يلام احد منهم على ذلك ? وباب المندب وغيرها من المصالح لن تتقاسمها امريكا وحدها بعد هذا القلق? وذلك بسب أن الجنوب وشعبه المطالب بحقوقه لم يلق أي تأييد سواء عربي او أجنبي .
تروج بعض القوى لقلق أمريكا والموقف الدولي لكي تخلق حالة من الاستياء والإحباط الشعبي في الجنوب وذلك جزء من الحرب ضد القضية ? ولكن ما يجهله الساسة أن قوة وصلابة الشارع والجنوبي لا يأبه لمن يقلق او يطمئن لمجرد معادلات وارقام بسيطة? فهذا الشارع الذي اربك صالح في حكمة وجعله في حالة قلق دائمة هو وشركاؤه وحلفاؤه لن يهدأ حتى ينال حقه المشروع في قيام دولته المنهوبة والمسلوبة والتي تمثل قلقا?ٍ للقبيلة الحمراء في صنعاء وليس لأمريكا وحدها .
يجب أن تطمئن امريكا وهي الآن كما يقول سفيرها تعيش مرحلة قلق على مصالحها في الجنوب وفي الشمال ايضا?ٍ? ففي الشمال لا اعتقد أنها ستجد عميلا?ٍ مخلصا?ٍ لها كالقبيلة والعسكر ليخدمها ? وفي الجنوب سواء بتأييد الشارع الحراكي او بجره نحو العنف اعتقد ان مصالح امريكا لن تتعارض مع الشارع الجنوبي الذي يعي مسألة العلاقات الدولية والعربية المشتركة جيدا?ٍ ولن نضحي بعلاقتنا مع أمريكا او أي دولة أخرى لمجرد أن الشارع الجنوبي يسعى للخلاص من الوحدة التي أجهضت ودمرت بفعل القبيلة والعسكر وقوى التخلف والدمار في الشمال ? فلتطمئن أمريكا وليضع السفير الأمريكي على بطنه “بطيخه صيفي ” كما يقال? وعلى كل القوى في الشمال ان تعمل على نشر قلق امريكا ولتبقى هيا صامتة كما عهدناها ..
magedalshaibi@gmail.com