كتابات

هادي يعيد هيكلة المؤتمر الشعبي قريبا?ٍ

يعاني حزب المؤتمر الشعبي العام ثمة مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى انحلاله تلقائيا?ٍ بسبب عدم فاعلية رئيسه صالح الذي يبدأ اليوم بفقدان كافة عوامل القوة والهيمنة? وبسبب سواد سجل قياداته الكثيرة الطويل والذي سيبدأ بالانكشاف سريعا?ٍ وبالوثائق عقب فترة ما. كما يزيد من احتمال انحلاله عدم امتلاك الحزب لأيدلوجية فكرية أو ثقافية متميزة عدا اعتداله وتوسطه الأمر الذي يمكن لأي قيادي مؤتمري “نظيف” استغلال الوضع لتأسيس حزب جديد يحمل ذات التوجه المعتدل واستقطاب مؤيدي الحزب? خاصة في حالة انتقال الحزب إلى المعارضة مستقبلا?ٍ وتحسن سجل الحكم الرشيد للبلاد? بسبب أن الناس سيظلون يعيشون في حالة مقارنة دائمة للوضع الجديد بوضعهم السابق الفاسد وعزو ذلك الوضع إلى فساد الحزب. في المقابل? يرى آخرون أن بامكان الرئيس هادي تأسيس حزب جديد لعدم تمكنه من فرض سيطرته على الحزب وعدم احترام بعض قيادات الحزب لشخصه ولقراراته? لكن ذلك مستبعد تماما?ٍ خلال عامين لمخالفة ذلك المبادرة الخليجية التي تقضي بمشاركة أحزاب المؤتمر والمشترك السلطة وعدم دخول حزب آخر.

وعلى مستوي آخر? يتضح تدني المكانة الرسمية والسلطوية للحزب بسبب عمل الرئيس هادي على حرمانه من كافة عوامل قوة الأمر الواقع المدعومة بالمال والإعلام العام والجيش? إلا أن تلك الاجراءات ستكسب الحزب قوة وشعبية بشكل غير مباشر سيتضح أثره بعد اكتمال تطبيق هادي خطته للاصلاحات الأساسية لشكل نظام الحكم.

فعلى المستوى الوطني وباستقراء مستجدات القرار السياسي والعسكري والحكومي? يتضح أن رئيس الجمهورية قد عزم على حل مشاكل البلاد بأقل التكاليف وأسرع وقت ممكن بالرغم من واقع القوى على الأرض الذي يؤثر على جعل تلك الحلول تمر على مراحل قد تكون قصيرة أو متوسطة المدى. وبالرغم من عدم امتلاكه لطواقم استشارية (تدعمه في صنع قرار مدروس يستوعب كافة الاحتمالات تسنده إجراءات داعمة فعالة) وعدم وجود استراتيجية مدروسة أمامه? (و?ْضعت بشكل منهجي واستغرقت وقتا?ٍ مناسبا?ٍ لصنع خطة عمل بالإجراءات والقرارات التي ينبغي صنعها لمواجهة كل التحديات المتزامنة والخطيرة) إلا أن هادي قد أظهر عدم قصور أو ضيق في العقلية مثل تلك التي يمكن أن تضحي بمستقبل بلاد كي لا تنتصر الثورة وأحزاب المشترك? بقدر ما أظهر فهما?ٍ متعقلا?ٍ وناضجا?ٍ إزاء الوضع الحقيقي للبلاد وخطورة التحديات التي تواجه شعبه.

المؤتمر يتهاوى

تسبب تفرد صالح بالقرار الذي يتعلق بمصير البلاد كلها ووضع أقاربه على رأس أجهزة صنع القرار بوضعه المزري الحالي فكيف ينكر البعض عدم تفرده بصنع القرار في حزبه الذي أسسه بنفسه!! وعلى المستوى الحزبي ثانية?ٍ? بلغ قمة فردانيته باستحواذه بالقرار المتعلق بقضية بالغة الحساسية إبان الثورة الشبابية? حيث شعرت باقي القيادات بالإقصاء وبالتالي اختفت من المشهد السياسي والإعلامي كلية?ٍ حتى اليوم? إلى الحد الذي لم يعد يمثل الحزب على وسائل الاعلام أو الفعاليات الرسمية إلا بضعة أعضاء تصادميين أو شديدي الفساد وغير مرغوب بهم من قبل زملائهم. وهو الأمر الذي أدى بالحزب إلى الجمود الذي هو عليه اليوم وفشل الحزب في عقد مؤتمره العام بداية العام الحالي.

لم يقف هادي هادئا?ٍ إزاء ما يتعرض له حزبه? فعلى هامش الإصلاح الوطني “الأساسي”? يبني هادي قراراته الحكومية والعسكرية الجديدة ممهدا?ٍ الأمر للبدء بطباخة ثورة مؤتمرية على نار هادئة تستهدف إنقاذ حزب المؤتمر الشعبي من الدمار الذي سيقوض بقاياه أي غياب لرئيسه المتفرد بقراره فيه والذي يدير الحزب اليوم بنفس العقلية السابقة رغم تغير امكانياته ووضعه وشعبيته المحلية والدولية وبنفس أهدافه الشخصية القاضية بإزالة بعض خصومه ولو كلف ذلك البلاد أو الحزب ما كلفه. قد تكون وطنية هادي هي وراء ذلك المسعى الحزبي المخلص? لكنه يعلم حتمية إنقاذ حزبه المتهاوي بعد أن نزعت بنود المبادرة الخليجية جميع المميزات غير الدستورية لهذا الحزب مثل توظيفه المال والإعلام العام لخدمة الحزب.

ملامح هلاك المؤتمر

هادي القريب تماما?ٍ من التفاعلات الداخلية في الحزب يرى تخلي معظم كوادر الصف الأول والثاني عن الحزب او انشقاق آخرين بعد جمعة الكرامة خاصة بعد رفض أي منهم الظهور على وسائل الاعلام لتبرير ودعم إجراءات وأخطاء رأس النظام الكثيرة? إلى الحد الذي اضطر الرئيس السابق استئجار متحدث رسمي باسم حكومته ومستشار اعلامي من خارج حزبه وتقريب أربعة قيادات لديه هم الوحيدين الذين تقبلوا التبرير والدفاع عنه أمام وسائل الاعلام المختلفة بالرغم من كراهية كافة قيادات المؤتمر لهم فما بالك بالشارع. وبلغ ذلك حدا جعل اثنين منهم وهم من المشائخ يعتدون على الرئيس هادي بالكلام الجارح وتهديده أمام رئيسهم الذي غض الطرف عنهم كونهما ممن تبقى في حماية صورته والهجوم على خصومه. أما من فضل من القيادات دعم صالح بقلبه خلف الكاميرات للحفاظ على مصالحه وعدم فقدانها اذا انتصرت الثورة فقد اتضح حجمهم بمن حضر منهم في مسجد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com