إيقافُ العدوان بيد العدوان نفسه
بقلم/ د. مهيوب الحُسام
إن المبادرةَ الوحيدةَ التي يمكنُ أن يقدمَها العدوانُ الإنجلوصهيوأمريكي الأصيلُ بأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية وتكونُ مقبولةً من الشعب اليمني هي أن يوقفَ العدوان عدوانَه ويرفعَ حصارَه ويسحبَ قواتِه من الأراضي اليمنية المحتلّة ويعتذر عن عدوانه ويتحمل تبعاتِ كُـلّ ما ترتب على عدوانه من أضرار وجَبْرَها، قالها قائد الثورة -سلام الله عليه- وأصبحت قاعدةً راسخةً لدى الشعب اليمني العظيم المواجِهِ للعدوان، وهي مبادرةُ حق وعدل وإنصافٍ؛ لأَنَّ وقفَ العدوان هو بيد المعتدي القاتل لا بيد الضحية المعتدى عليه.
لقد بات الجميع حتى مَن كان مضللاً بالأمس أَو مغرَّراً به يدرك جيِّدًا أن الحربَ العدوانية على الشعب اليمني هي حرب بين طرفين لا ثالثَ لهما، طرف خارجي أجنبي معتدٍ على الشعب اليمني أعلن عدوانَه في 26 مارس 2015م من واشنطن ومعه تحالف دولي مكون من 17 دولة بدون وجه حق ومعه مرتزِقته من الداخل والخارج، وهو مُستمرٌّ بعدوانه وقتله للشعب اليمني وتدمير مقدراته وحصاره وتجويعه حتى اليوم، وطرف ثانٍ معتدًى عليه بكل إجرام ووحشية، وهو الشعب اليمني المظلوم الذي فُرِضت عليه الحرب وهو كارهٌ لها ويتمنى وقفَ العدوان عليه هو يدافعُ عن نفسه مضطراً حتى اليوم، وهذه هي الحقيقة وسواها أباطيل.
لهذا فَـإنَّ أيَّ تضليلٍ يهدفُ لحَــرْفِ مسارِ الحقيقة أَو لَيِّها أَو اعتسافها وبعد 7 سنوات من العدوان أصبح أمراً مرفوضاً وغيرَ مقبولٍ جُملةً وتفصيلاً، ومن يضلل فَـإنَّه لا يريد الحق ولا يريد حلاً، وأن أيةَ مبادرة سواء من العدوان أَو من سواه لا تحملُ وقفَ العدوان لعدوانه وفكَّ حصاره وسحبَ قواته من الأراضي اليمنية وتحمله تبعاتِ عدوانه ومن ثَمَّ الجلوسُ مع الشعب اليمني للحوار على تبعات عدوانه فَـإنَّها مبادرةٌ تهدفُ لتحقيق العدوان لأهدافه باحتلال الأرض اليمنية واستبعاد الشعب اليمني، وهي مبادرة لن يكون لها أيُّ اعتبار، وقيمتُها أقلُّ بكثير من قيمة الحبر الذي كُتبت به، وهي مردودة على صاحبها.
إن الشعب اليمني العظيم المعتدَى عليه حتى الجزء من أبنائه الذي يرزح تحت الاحتلال ويخرج بمظاهرات حاشدة في الشوارع مطالباً برحيل الاحتلال بات اليوم على وعي عالٍ وإدراكٍ كبيرٍ وقناعةٍ تامةٍ بأن العدوانَ الأصيل بأدواته الأعرابية السعوإماراتية الذي لم يكن له سوى مبادرة وحيدة وهي العدوانُ على الشعب اليمني التي بادر بها ويستمر فيها حتى اليوم، ولهذا فَـإنَّه ليس بوضع يؤهِّلُه لطرحِ مبادرات وليس من حقه الحديث عن مبادرات خارج الثوابت الثلاث التي طرحها قائدُ الثورة والمذكورة آنفاً والتي أصبحت اليوم ثوابتَ وطنية لكل الشعب اليمني.
على العدوان عُمُـومًا وأداتِه ورأسِ حربته مملكة “بني سعود” أن تدرك جيِّدًا أنها بإعلان قيادتِها للعدوان على الشعب اليمني قد أنهت كُـلَّ الاتّفاقيات بينها وبين الشعب اليمني، بدءاً من اتّفاقية الطائف والتي تنُصُّ في أحد بنودها على حُسنِ الجوار وعدمِ اعتداء أي بلد على الآخر أَو مشاركة أَو دعم أي عدوان من أي بلد على البلد الآخر، وبهذا العدوان فَـإنَّ البلدين قد عادا إلى ما قبل الطائف.