صمود أسطوري..
اثبت أبناء مديرية لودر? تلك المدينة الحالمة القابعة في ذلك المنبسط الفسيح? بقرأها المتناثرة في زوا ياء? وشعاب أوديتها?بمنازلها ومآذنها وحصونها وجبالها? التي لم تقوى يوما على منافسة? قمة جبل ثرة الشاهق. الذي تتضح منه للقادم? صورة كاملة لذلك المكان.
الذي تدور في أرضها المواجهات المسلحة? بين الجماعات الإرهابية وبين الجيش ولجان الدفاع الشعبي.معارك شرسة و صمود أسطوري? سجله أبناء هذه المديرية?مع تلك الجماعات المسلحة.
التي تطلق على نفسها? اسم أنصار الشريعة.
التي تتمدد ويتمدد نفوذها وعملياتها? بشكل واسع ومنظم?مع التسليح الكبير الذي تمتلكه? والأسلحة والعتاد العسكري المتوافر لديها..جماعات مسلحة متطرفة.. تصل من مناطق بعيده.. عن أبين مثل مأرب وأرحب وصنعاء وغيرها? من مناطق اليمن, بما فيهم مقاتلون أجانب من السعودية? والصومال? وباكستان? والأفغان ودول عربية أخرى?! يأتون للقتال في لودر محاولين السيطرة? على الواجهة الحضارية والمدنية? لهذه المحافظة. من خلال التحكم والسيطرة? على الركن الاستراتيجي الثالث? الذي تمثله مديرية لودر? بالنسبة لمحافظة أبين -لودر المدينة والمديرية-الباسلة بأبنائها? العصية على هولاء المردة? الذين يدركون أن من سيطر على لودر? يستطيع أن يفصلها عن بعض أجزاء? محافظة أبين ويسيطر بكل سهولة ويسر? على الطرق التي تربط هذه المحافظة? بكل المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية والشرقية.. إنها محاولة أكمال الأطباق على أركان أبين? من خلال إسقاط لودر ,الشي الذي أدركته اللجان الشعبية مبكرا.. ومعهم أبطال من القوات المسلحة. وتمكنوا معا من تلقين هذه الجماعات المتسترة بالدين? وتدور حولها الكثير من التساؤلات?? وعلامة التعجب!!والتي تتقهقر وتلفظ أنفاسها الأخيرة? من ضربات أبناء لودر? الذين سطروا أروع أمثلة الاستبسال? والمقاومة والصمود.
بطرد تلك الجماعات? من مدينة لودر وإلحاق خسائر كبيرة في مقاتليها?بعد أن كانت قد استطاعت خلال الفترة الماضية? من التمترس في مناطق واسعة ?ومدن بكاملها وقتلت مئات من الجنود? بفتوى أنهم جنود الطاغوت ?! معاناة مستمرة منذ ما يزيد عن عام? تعطلت في مناطقها ومديرياتها التنمية? ومصالح الناس وأصبح عشرات الآلاف? من أبناء أبين نازحين في عدن ومحافظات أخرى..جراء توسع دائرة المعارك? ووضع معيشي لا يطاق. أما حجم المأساة لايوصف? المواطنون هم أكبر ضحايا المواجهات? المسلحة الدائرة في أبين? مع تزايد نسبة النازحين من مناطق أبين? إلى عدن ومحافظات أخرى? هربا?ٍ من تلك المواجهات.. أنها قصه مؤلمة و مسلسلا?ٍ مأساويا?ٍ.. الناس أثقلتهم مرارة النزوح? وصعوبة الظروف المعيشية? وضيق ذات اليد.. في الأيام الماضية ليس بغريب ماحصل في? مديريتي زنجبار? وخنفر? جعار? عندما غادر المواطنون هاتين المدينتين .. كرها إلى عدن والمناطق الجبلية? ذات الطابع الريفي في إطار أبين? وأعداد منهم توجهوا صوب محافظات أخرى ?! فهل هناك من يحاول أن يجعل? من اليمن ساحة لتصفية حسابات? وأبين البداية?? من خلال ما جرى ويجري فيها!! اليوم نرى هناك إمارة في جعار.. وإمارة في زنجبار.. وإمارة في عزان.. ومحاولة من قبل الجماعات المسلحة للسيطرة على لودر.. من خلال إصرارها على ذلك وخوضها منذ أيام? مواجهات مسلحة ضد الجيش والمواطنين? وسقوط عدد من الشهداء في لودر من الجنود ومن اللجان الشعبية المدافعة عن لودر نحن نقف أمام منعطف خطير? أحداث وانفلات? و مواجهات مسلحة ألحقت الضرر? بالمواطن ومصالحه? واستقراره وحياته المعيشية.
الناس في كل مكان دون استثناء? تواقون إلى الهدوء والأمن? والاستقرار والتنمية? وأن يعم ذلك كل أرجاء الوطن?وان كان هناك من تغيير? فالكل يريد هذا التغيير? ولكن إلى الأفضل والأحسن… الوضع مأساوي في المنطقة والمناطق الأخري. من يحرك الأحداث?? لا أحد يستطيع على وجه الدقة تحديد من المسئول عن الأحداث في أبين !!وما تشهده من مواجهات مسلحة وأحداث مؤسفة منذ أكثر من عام?!
هناك من يقول اختلاف المصالح.. وهناك من يقول تصفية حسابات سياسية وعسكرية.. وهناك من يقول جهات عرف عنها أعمال العنف والمواجهات المسلحة.. وفقا?ٍ لرؤى وحسابات معينة.. ما يحصل في أبين ليس وليد اللحظة بل تراكمات لسنوات مضت.. ولعل الكثيرين لا يزالون يتذكرون العام 2009م والأحداث التي شهدتها زنجبار ومناطق كثيرة في أبين من قطع للطرقات وأعمال عنف ودعوات هدامة.. هناك جهات لها رؤى وتوجهات لا يمكن أن نعفيها من تحمل المسؤولية والواقع الذي تعيشه أبين ? ولعل ما ساعد على ذلك هو الانفلات الأمني والتحالفات التي تكونت مستغلة هذا الانفلات وحجم الصراع بين عدد من القوى وكانت أبين هي المسرح الرئيس لذلك? كما أن هناك من يشير إلى توسع أطراف الصراع في أبين لتدخل قوى إقليمية تريد خلط الأوراق وجعل جنوب اليمن موقعا?ٍ متوترا?ٍ بما يخدم مصالحها.. كل هذه الفرضيات مطروحة وتجدها عند الملمين بالشأن اليمني وتطورات الأحداث في أبين.. تحالفات لقوى متباين