أبجديات النصر في قواميس الصمود
بقلم/ منير الشامي
ليس غريباً أن نسمعَ الكثير من كبار الخبراء العسكريين في العالم يصفون نتائج مواجهات أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة لتحالف العدوان ومرتزِقته بالمعجزات خلال سنوات العدوان بوجه عام، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة بوجه خاص، وتوصيفهم هذا ليس من قبيل المبالغة إطلاقاً بل هو التفسير المنطقي الصائب والوحيد الذي ينطبق على ما تفرزه المواجهات من نتائج غير منطقية، وعلى الانتصارات الكبرى التي تظهر على ميادين المواجهات؛ لأَنَّ تلك النتائج خارقة للعادة وخارجة عن المألوف وعكسية لما تعارف عليها الإنسان بحسابات القوى وموازينها، وَإذَا كان الكثير من الخبراء العسكريين في العالم يجهلون الأسباب التي تكمن وراء هذه النتائج، فَـإنَّها معلومة لأبطال قواتنا المسلحة ويتحَرّكون وفق تلك الأبجديات بثقة من نصر الله ويقين من تحقّق النتائج المرجوة بالضبط، وكذلك هو حالة غالبية الشرفاء من أبناء اليمن فهم يدركون تلك الأسباب جيِّدًا وأصبحت أبجديات هذه الانتصارات معلومة في قواميس ثباتهم وصمودهم، وبتلك الأبجديات استطاعت قواتنا المسلحة أن تتفوق على فارق القدرات الحربية المهول، وفارق الإمْكَانات العسكرية غير القابل للمقارنة بين الطرفين، وبها تمكّنت بفضل الله من تحقيق انتصارات كبرى متوالية بداية من عمليات نوعية لم يعلن عنها حتى اليوم ومُرورًا بعملية نصر من الله بمرحلتَيها وحتى آخر عملية أعلن عنها وهي عملية فجر الحرية، وبهذه العمليات النوعية قلبت قواتنا المسلحة الطاولة على تحالف العدوان رأساً على عقب وتحولت من مواقع الدفاع إلى صدارة الهجوم بينما اتجهت قوات تحالف العدوان من مواقع الهجوم المسنود بسلاح الجو نحو التقهقر والتراجع السريع المسنود أَيْـضاً بسلاح الجو وتحصد الهزائم المتوالية والانكسارات المتتالية وتتكبد الخسائر الفادحة في عتادها وعديدها وتحت إسناد سلاح الجو أَيْـضاً، وبها طهروا مساحات واسعة ومترامية الأطراف من دنس قوى العدوان ورجس مرتزِقته، وتغلبوا على جحافله وحشوده بمختلف أنواعهم ونوعياتهم وجنسياتهم بما فيهم حشود الجماعات التكفيرية بمختلف مسمياتها.
وبتلك الأبجديات أَيْـضاً استطاع الشعب اليمني أن يصنع صموده الأُسطوري وأن يتحمل العيش في أسوأ كارثة إنسانية حصلت على الأرض، وأن يتحمل مختلف أشكال المعاناة وأشدها بتحدٍ وإصرار وعزم يطاول شموخ الجبال.
وبتلك الأبجديات نجحت قواتنا المسلحة بفضل الله وبفضل حكمة قيادتها الإيمانية الحكيمة أن تحقّق التطور المتقدم والمتواصل في إنتاج وتصنيع أسلحة ردع هجومية متطورة، انطلقت فيها من حَيثُ انتهى الآخرون، وأصبحت اليوم تملك بتوفيق من الله تقنيات حديثة في التصنيع الحربي للطيران الحربي المسيَّر ومنظومات الصواريخ الباليستية والمجنحة ومنظومات الدفاع الجوي تواكب أحدث ما وصلت إليه أكثر الدول الكبرى المشهورة في هذا المجال متجاوزة كُـلّ تحديات الحصار والعدوان وأحدث أجهزة الرصد الاستخباراتي، ونجحت بما صنعت منها أن تسدد ضربات قاسية وموجعة للعدو السعوديّ في أهدافه الاستراتيجية العسكرية منها والاقتصادية في أقصى عمق أراضيه بعمليات توازن الردع، ناهيك عن عملياتها الداخلية التي استهدفت بها مرتزِقته في معاقلها.
إن ما يميز أبجديات النصر أنها معادلات إلهية بسيطة غير مكلفة ولا تحتاج إلى جهد للحصول عليها فهي متوفرة ومتاحة لكل الشعوب التي تشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد بن عبدالله وتتجسد بثقافة القرآن والتسلح بالإيمان وبصدق المولاة لله ولرسوله وأعلام عترته الطاهرة، وصدق المعادَاة لأعداء الله ورسوله وأوليائه فهذه وحدها هي من تزكي النفوس وتطهر الافئدة وتحصر التحَرّك لغاية واحدة هي الاستجابة لله والطمع فيما عنده وحده، وهي وحدها من تتوقف أمامها كُـلّ سنن البشر وتوقف كُـلّ قوانينهم على الأرض وتفرض قوانين مغايرة لما ألفه الناس وتعودوا عليه، وتسود عليها بسنن إلهية تتلاشى أمامها كُـلّ حسابات الإنسان المادية والكمية قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
نصر الله حتمي للذين آمنوا مهما بلغ حجم الفوارق المادية والكمية بينهم وبين عدوهم في كُـلّ زمان ومكان.